-
/ عربي / USD
لقد عرفت أمتنا برعايتها للأنساب وتثبتها لأخبار الرجال؛ تنشر سيرهم وأحداث حياتهم ومواقفهم، وتنسب كلاً منهم إلى العلم الذي عرف به، وتصنفهم في مراتب وطبقات، واستمر هذا عبر القرون حتى أصبحت مكتبتنا من أغنى مكتبات العالم بكتب الرجال.
وعني الباحثون والعلماء بالكتابة عن رجالٍ أعلام بأعيانهم، أفردوهم بالحديث، وخصوهم بالتأليف، وكثر هذا وشاع في العصور المتأخرة لما فيه من النفع العام، والتأريخ الثقافي والعلمي، ولما يعود على النشء من فوائد؛ إذ إنه يضع أمام الجيل الناشئ قدوة تُحتذى بما تعبِّر عنه من أخلاقٍ وقيمٍ ومواقف.
إنها كتب تنشر حياة الأمثلة الصالحة من الرجال؛ من حكام عادلين، ومجاهدين صادقين، ومؤمنين عابدين، وعابدين أتقياء، وعلماء عاملين، وعاملين مخلصين، لتكون للأجيال بهم أسوة حسنة.
ورحم الله المصلح الشيخ طاهراً الجزائري (ت: 1920م) الذي كان يقول: "اذكروا من عندكم من الرجال الذين ينفعونكم في الشدائد، ودوِّنوا أسماءهم لئلا تنسوهم، ونوِّهوا بهم عند كل سانحة، واحرصوا عليهم حرصكم على كلِّ عزيز...".
ومَن اليوم أولى بالتنويه به، وبنشر أخباره، والتعريف بسلوكه، والإشادة بمواقفه، والتذكير بدعوته، وإذاعة رسالته من الشيخ بدر الدين؟!...
ونحن نعيش في هذا الزمن الصعب، الذي ضاقت علينا به الحياة، وتكالب علينا الأعداء، وقصرنا في واجباتنا، ولهث كلٌّ منَّا وراء دنياه، غافلاً عن حقِّ أخيه، وحقِّ وطنه، وحقِّ الله!...
في عصر نجح أعداؤنا في رسم سياسة ووضع مناهج لنا، حتى لم يبق في قطر من أقطارنا شيخ تجمع الأمة عليه وتخضع لكلمته!...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد