-
/ عربي / USD
شكّل علم الكلام الإسلامي البنية الأساسية للمنظومة المعرفية الدينية للمسلمين. وعلى الرغم من أهميته وحساسية موقعيته في المنظومة الدينية الإسلامية نجد أن علم الكلام قد لاقى تهميشاً وصدوداً من قِبَل العلماء المسلمين بخلاف الفقه وأصوله، وذلك في القرن التاسع الهجري. ويشهد على ذلك كثرة الفقهاء ومصنّفاتهم الفقهية وقلة المتكلمين ومصنّفاتهم الكلامية في ذلك القرن والذي قبله. إلا أن هذا الركود للعقل الكلامي تحرك على يد بعض العلماء كالشيخ إبن ابي جمهور الأحسائي (838-بعد 906 للهجرة) فنجده – وبالرغم من كونه فقيهاً بارزاً في الوسط الشيعي الإمامي ومحدثاً مصنّفاً في الحديث – متكلماً بارعاً مكثراً من التصانيف الكلامية، وقائمة مؤلفاته تكشف عن ذلك، حتى عُدّ من ابرز متكلمين الشيعة في القرن التاسع والعاشر الهجريين.
وسعياً منا للكشف عن جزء من المشهد الكلامي الإمامي في القرن التاسع والعاشر الهجريين نضع بين يدي الباحث الكريم هذا الكتاب: شرح على الباب الحادي عشر. فهذا الكتاب يقوم على عدة افكار اساسية أهمها: الإسهام في دراسة العقائد الإسلامية الأساسية من توحيد وعدل ونبوّة وإمامة ومعاد وغيرها من العقائد الإسلامية، بما يتناسب مع العقل الكلامي الإمامي في زمن مؤلفه.
بالإضافة إلى ذلك يسعى هذا الكتاب إلى دراسة العقائد الإسلامية باعتماد المنهج المقارن. فنجد إبن ابي جمهور قام بعرض لآراء الفرق الإسلامية في علم الكلام، وبالخصوص منها المعتزلة والأشاعرة والإمامية؛ لما لعبته هذه الفِرق الإسلامية الثلاث من دور مهم ورئيسي في تشكيل وتطوير علم الكلام الإسلامي والأخذ بزمامه.
وعليه، يعد هذا الكتاب من كتب علم الكلام الإسلامي المقارن.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد