-
/ عربي / USD
لطالما أثارت الأحلام لدى البشر. ومنذ القدم، مزيجاً من الحيرة والارتياب والتساؤل. فقد كان الملوك في الحضارات القديمة يلجأون إلى العرافين الضليعين بلغة الأحلام كدانيال ويوسف مثلاً. وفي العصر الحديث عن ديكارت وكيلوغ وغيرهم من العلماء والمخترعين تبصرهم واكتشافاتهم إلى الأحلام كما انتشرت مؤخراً النظريات والمدارس الفكرية المتخصصة بتفسير الأحلام.
فرأى فرويد الأحلام بداية على أنها رموز للرغبات الجنسية الدفينة في حين اعتبرها جانغ نماذج أصليّة للعقل اللاواعي الجماعي. وقد أصبحت حدود هذه النظريات أكثر وضوحاً وتجلياً بحلول عصرنا الحالي بنظرته الشمولية فأضحى من المستحيل حصر البشر جميعهم في بعد واحد. وفيما ركز فرويد، في محاولة منه لتفسير السلوك البشري، على أول مراكز الطاقة السبعة في الجسم البشري أو ما يعرف بـ"الشاكرا" الأولى، توقف جانغ عند الشاكرا العليا. وبين الشاكرا الأولى والشاكرا الثانية تقع شاكرات خمس أخرى تضاف إلى قنوات الطاقة الحيوية والأعضاء ووظائف العقل والجسد من دون إهمال الكون اللامحدود بنظامه الأزلي الذي نشكل نحن البشر جزءاً بسيطاً منه. في كتابه "تفسير الأحلام والماكروبيوتك" يعرض ميشيو كوشي مقاربة شاملة لعملية فهم الأحلام فيضيف الشاكرات الناقصة لا سيما تلك التي تتحكم بشؤون القلب والحياة اليومية من العمل والدراسة إلى السفر والطبيعة والحيوانات والصحة والسعادة، فيقدم للقارئ رؤية لا نهاية لها في طبيعة الأحلام وأنواعها يرتكز فيه من جهة أولى على دفتر يوميات دوّن فيه أحلامه التي جمعها عبر السنين وعلى حكمة الشرق الأقصى وذكائه من جهة ثانية.
ويعتبر كوشي الطعام أساس الحياة فغالباً ما تعكس أحلامناً حالة أعضائنا الداخلية ووظائفها الحيوية. ولا يكتفي كوشي بتفسير أحلامنا الليلية ومعانيها بل يوضح علاقة الحلم بأحلام اليقظة والوعي السطحي ودون الوعي فيدفعنا إلى وضع رؤيانا الخاصة وحلم حياتنا وتحقيقهما. وقد تمّت ترجمة المعلم ميشيو كوشي هذا. وقام المترجم بإضافةٍ إليه وحذفٍ فيه ما جعله ملائماً لثقافتنا العربية والدينية. والغاية تقديم أسلوب جديد لمفهوم تفسير الأحلام ودلالاتها والاستفادة من نقل حضارات الشعوب الأخرى ما هو إضافة جديدة لعلومنا وثقافتنا. وذاك يمكن القارئ من صنع حلمه من طريق غذائه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد