-
/ عربي / USD
ندعي أن هذا الكتاب يمثل نموذجاً فريداً غير مسبوق في التأسيس لمنهجيّة التعاطي مع القرآن الكريم، وتطبيق هذه المنهجيّة عملياً من خلال طرح الأسئلة والإشكاليات الكبرى عليه، وان سؤالنا حول شرعيّة "الحوزة" أو عدم شرعيتها، يجسد هذا التطبيق كتجربة أولى في مجال استنطاق القرآن، فهذا الاستنطاق يتجلّى جواباً قرآنياً واضحاً في كل مبنى من مباني هذه "الحوزة"، وفيما إذا كان هذا المبنى يدخل في حيّز "المنظومة الاصطلاحيّة العنوانيّة لرجل الدين" يحسب "تراتبه المعرفي"، أو إذا ما كان يرتبط بمصطلح واحد هو على ترابط نسيجي مع مفردة "الحوزة" وهو مصطلح "السيّد – السادة"، أو إذا ما كان يعالج "علماً من علوم هذه الحوزة" المدرّسة، أو إذا ما تمثل ب "المنهج التدريسي الإجمالي" وجداوله لهذه "الحوزة" ومعرفتها، فالإجابة جاءتنا صريحة عن كل مبنى طرحناه على القرآن الكريم، بما يوضح لنا أن هذه "الحوزة" لا وجود لها في النص القرآني الكلي، وان نظامها المعرفي على الضد من النظام المعرفي القرآني، وان معرفتها هي معرفة على افتراق كامل مع معرفة القرآن، لا بل هي – "الحوزة" – تستعير ما تريد كيفياً ومزاجياً وقصدياً ما لا يمكن استعارته منه كأسماء الله الحسنى بمحلولاتها المعرفيّة، لتركيبها تركيباً قسرياً على نظامها... وهي بهذا المعنى أصبحت تجسيداً إسلامياً عملياً معاشاً لمؤسسات ما قبل الإسلام "الدينيّة" التي استعارت عملياً دور الإله البشري، وتعدد هذا الآلهة بتعدد "الرهبان ةالأحبار" الذين أصبحوا أرباباً من دون الله الواحد الأحد، الذين حذر القرآن الكريم المسلمين من تكرار ظاهرتهم التاريخيّة، ووضع المعايير الفارزة والمشخصة لمن هو أصبح في موقع الرب أو الإله البشري دون غيره حتى وإن شمله المسمى "المؤسسي الديني" أو "الحوزوي" القائم، فاذا كانت "الحوزة" مرفوضة قرآنياً، فان هذا لا يعني أن كل من انضوى تحت مسماها هو رب أو إله بشري يعبد من دون الله عزّ وجلّ، لا، فان القرآن الكريم قدم لنا المعايير والعلامات والمواصفات لمن هو في موقع "الرب والإله البشري" ومن هو في موقع الشاهد والشهيد بما استحفظ من كتاب الله، حتى وأن عاش جدل "الحوزة" وحسب رمزاً من رموزها، فقبل الإسلام كان هنالك رهبان تفيض أعينهم من الدمع يعيشون وسط "الكثرة الرهبانيّة الإلوهيّة" رغم وحدة مسماهم ومسمى كيانهم، واليوم هنالك ثوار بما استحفظوا من كتاب الله فاضت أجسادهم دماءً زكيّة، شهداء وشهوداً في مسيرة الإنسانيّة مع وحدة مسامهم ومسمى كيانهم "الحوزوي" ومع ما عاشوه من عذاب مع "الالهة الحوزة البشريّة".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد