-
/ عربي / USD
"كان شيخ السنديان في السبعين من عمره. لم يبك. لم يتكلم وتركوه يمضي... في اليوم التالي لليلة الدم نهض من نومه... صلى عند السنديانة العتيقة شاهد الفجر والشروق... شرب من ماء النبع... وعندما اجتمع حوله فلاحوه، كان جالساً تحت السنديانة، أخبرهم أنه يريد أن يتزوج... وفي ذلك المساء تزوج فتاة في السابعة عشرة... وبعد تسعة أشهر ولدت زوجته ابناً... وبعد ستة عشر عاماً تزوج الابن للمرة الأولى... وبعد أربعين عاماً قتل الابن عشرة رجال أشداء من آل المعتز..." هكذا تبدأ الحكاية هناك في الشير في تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال؛ تنتهي آجال... وتولد أجيال، وبين الولادة والموت فسحة الحياة التي تتلون بألوان يضفيها عليها المناخ والمسرح والأفاق. ضمن هذه الأجواء يتنقل هاني الراهب متابعاً دورة الزمان لهذه العائلة السنديانية الآتية من ذلك المكان الممتد بين مرابع الصحراء إلى بلاد الشام وزمان ينحدر من السفر برلك إلى يوم حاضر. يتتابع الأشخاص يتغيرون بتغير أماكنهم وأزمانهم يموت أشخاص ويولد غيرهم ويبقى وجه الحياة وحسها الآتي من معانيها قابعاً في كل حياته... وتبقى حسرة في قلب خولة "كما يهدر من عمر الإنسان في هذا النمط من الحياة؟ كل هذه الأعوام سبعة وأربعون... ولم تتعلم أن الزهرة تظل أجمل إذا لم تقطف... ولكن ماذا لو أنها تحت الحرية واكتملت؟ لو هذا الهدر لم يكن... لكان بوسعها أن تخيط ألف فستان زيادة... وتحب ألف شيء آخر... وتشعر بألف فرح آخر..." وتبقى ماذا لو؛ لغز السعادة الآفلة... في رواية الوباء الآتية من ثنايا حكاية الحياة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد