-
/ عربي / USD
يدور هذا الكتاب حول التشويه الذي تعرضت له، وما زالت تتعرض، صورة أنطون سعاده في الغرب. لقد تمّ تحريف آراء سعاده أو بعضها، سواء من خلال الاقتباس الانتقائي أو الاقتباس الخاطئ أو التشويه أو التزوير، في الأدبيات السياسية الغربية، على نحوٍ فادحٍ، وبطرقٍ تُعَرِّضه وتُعَرِّض حقيقة أفكاره ومضمونَ عمله لظُلمٍ عظيم. وحتى وقت قريب، كانت المؤلفات والكتابات الغربية، بأشكالها المتنوعة، تعج بالعديد من التعليقات الكاذبة والحاقدة على سعاده إلى حدٍّ مفضوح، والمتعارضة بشكل مباشر مع كل ما كان يمثله.
ويطرح هذا الأمر بالطبع عدة أسئلة؟ لماذا انحدرت المعرفة الغربية إلى مثل هذا الابتذال؟ ما مدى فهم الغربيين لسعاده؟ ما هي العوامل التي تقف في طريق الفهم الغربي الأكثر اكتمالًا لسعاده؟ لماذا تجري دراسة رؤيته خارج السياق وبطرق تتعارض مع المعايير والمثل العليا التي دعا إليها طوال حياته؟ هل لا يزال من الممكن تصحيح هذه الحالة الشاذة، وإذا كان ممكنًا، فكيف؟
تشكِّل هذه الأسئلة الإطار العام لهذا الكتاب. فمن خلال دراسة الشرخ الهائل وشبه الهزلي بين المفكر أنطون سعاده من جهة، والصورة البشعة والقزمة للغاية في أذهان الغربيين من جهة أخرى، هذه الصورة التي ما زالوا يواصلون ترويجها عنه، وإن كان بمعدل متناقص، يمكننا معالجة هذه الأسئلة واقتراح حلول عملية للوصول إلى صورة حقيقية وأكثر واقعية عن سعاده.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد