إن آداب الظواهر عنوان آداب البواطن، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر، والأعمال نتيجة الأخلاق، والآداب رشح المعارف، وسرائر القلوب هي مغارس الأفعال ومنابعها، وأنوار السرائر هي التي تشرق على الظواهر فتزينها وتحليها، وتبدل بالمحاسن مكارهها ومساوئها، ومن لم يخشع قلبه لم تخشع جوارحه، ومن لم يكن صدره مشكاة الأنوار الإلهية لم يفض على ظاهرة جمال الآداب النبوية.
وفي هذا الكتاب ذكر لآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأخلاقه المأثورة عنه التي تشهد آحادها على القطع بأنه أكرم خلق الله تعالى وأعلاهم رتبة وأجلهم قدراً فكيف مجموعها. وفي الكتاب أيضاً ذكر لخلقه صلى الله عليه وسلم ولمعجزاته، كما وفيه إلقاء للضوء على مقام الإمام وفضيلته ومرتبة عند الله جلى وعلا، من خلال ذكر الصفات، والسمات المختصة به.
إلى جانب هذا في الكتاب أيضاً وقوف عند طرف من أخلاق الأئمة عليهم السلام وفيه أيضاً ذكر لآدابهم وأخلاقهم وعلاماتهم وبعض فضائلهم، ثم فيه كلام جامع عن معنى الإمامة ومعنى الشيعة وتقسيم الناس...