-
/ عربي / USD
ما كان أحد يحسب أن الثورة الإسلامية في إيران ستدخل العراق في حرب عالمية مفتوحة لمدة "23" سنة قبل أن ينفجر هذا العراق ذاته أو يُفجر بإحتلال أميركي مباشر... هذه الدورة تحاول أن تثبت عالمية هذه الحرب المفتوحة بزمنها "1979- 2003م".
ومواصفاتها عبر تسليط الضوء على مجمل المجالات الحضارية والبيئية والتراثية والمجتمعية والنفسية والإقتصادية والإنسانية التي طالها التدمير عبر أميركا التي أدارته بشكل تدريجي، ووظفت أدوات عالمية وإقليمية ومحلية ولدت في مساره... وهي أدوات تمركزت على إنهيار الإتحاد السوفييتي القديم، وتآكل "سايكس بيكو الأرض والعقل" والأداة الدينية، والأداة الطائفية...
فالإستراتيجية الأميركية عملت على توليد البعض من هذه الأدوات، وتنشيط بعضها الآخر ومن توظيفها مجتمعة في "سلة" العراق الذي عاش سلسلة حروب بدءاً بالحرب العراقية - الإيرانية وحرب "قنبلة هيروشيما السباعية" و"حرب الحصار" وقبلها "حرب الإنتفاضة الشعبانية 1991م"، وصولاً إلى الإحتلال الأميركي المباشر له... وذلك كله مصحوب بخطط وبرامج لتدمير السلطة والمعارضة والشعب في آن واحد، وبعناد وإستهتار أميركي...
فكانت الحرب العالمية المفتوحة بصورة لم يشهد تاريخ العالم مثيلاً لها على بلد بحجم العراق، بعنوان ديني معلن تارة ومخبأ تارة أخرى، وسيكون لهذا العنوان آثار إرتدادية على الكون برمته بحكم جغرافية العراق النبوية، وموقعه الرابط لقبلتي المسلمين؛ فالعراق كأول حضارة في هذا الكون، وأميركا آخر إمبراطورية فيه شكلاً مرتكزين دورانيين، دوران التاريخ الكوني برمته عبر مقولة "آخر حضارة في هذا العالم تهجم على بلد نشأت فيه أول حضارة".
ودوران التاريخ الإسلامي والصراع الديني و"تدين" أميركا الذاتي الذي دفعها بعد تأسيسه إلى أن تعمم نموذجها "الأمركة - الفدرلة - العولمة" على العالم قسراً، تمهيداً لنهاية كونية للتاريخ كانت قد اقترضتها منذ وقت مبكر من الــ"23" سنة... مقابل نهاية كونية إلهية مفاجئة ومباغتة، وعلى علاقة مع العراق...
إن هذه الدورة معنية بتوثيق وتدوين وتحليل المحطات المركزية لهذه الحرب حتى حرب الإحتلال بدلالاتها الدينية الإرتدادية على العالم بأسره، ليس لأن مثل هذا العمل يُمثل حاجة أكاديمية للباحثين والدارسين لهذه العراق... بل لأن هذه الحرب قد تُمثل مفارقة كونية لنهاية كونية دليلها ما حصل ويحصل لهذا العالم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد