القرآن معجزة الإسلام الخالدة، إنه الكتاب الإلهي العظيم الذي وضع بين يدي الإنسان ليكون الدستور الذي يهديه إلى الخير الدائم والسعادة الحقيقية إلى يوم القيامة، فعن الإمام الرضا عن أبيه، أن رجلاً سأل أبا عبد الله ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟
فقال: "لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة".
والقرآن مصدر الأحكام الراقية والمبادئ السامية والأخلاق الرفيعة، والعطاء الروحي الكبير، وهو كتاب علم وثقافة وأخلاق وحقوق وأدب وسياسة واقتصاد واجتماع، إنه معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإنسانية والرحمة، جاء بالقرآن الكريم ذي الأثر المعنوي الكبير وقد تحدي فصحاء العرب، فلم يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله، وستبقى البشرية عاجزة على الإتيان بسورة مثله، أو بدستور مثله يحمل الخير والسعادة للناس.
وما يسعى إليه هذا الكتاب هو تفسير الجزء الأول من القرآن الكريم، وتحديداً سورتي الحمد والبقرة وبيان ما فيهما من لطائف ومعارف وكنوز إلهية مكنونة.