هذا الكتاب هو نظرية جديدة في علم اللغة العام تقوم على مبدأ قصدي يناقض الاعتباط في كل شيء. وغايته تجريد الاعتباطية من سلاحها الفعال في خلق الاختلاف والتناقض اللغوي والفكري وتدمير أداتها في خلق الفئات وتأجيج الفتن وافتعال الحروب الفكرية والفعلية وتقتيت العالم تخريب القيم واتخاذ الحقائق هزواً ولعباً وإلباس الأمور بعضها ببعض وتضييع الحدود بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
والكتاب هو أحد خمسة مشاريع تتحرك سوية لتدمير الاعتباط على كافة المستويات وإظهار حقيقته وكشف زيفه وافترائه. وستأتي هذه المشاريع تباعاً.
كما يتضمن الكتاب جملة من الأبحاث والنتائج الجديدة التي يؤيد بعضها البعض الآخر وتهدف إلى أمر واحد وتتحرك نحو هدف محدد. ولا تختلف هذه النتائج والأبحاث مع بعضها البعض ولا تناقض نتيجة فيها نتيجة أخرى. ويجيعها يؤيدها العقل والمنطق السليم وشواهد اللغة ونظام القرآن العظيم وخطب الأكابر والبلغاء ونوادر الأدب والأدباء وفرائد الشعراء والاستعمالات العامة من كل مكان. ويمكن للباحثين الاعتماد على تلك الأسس والأبنية الجديدة لتأسيس علم عام للغة يتصف بما تعنيه مفردة (العلم) حرفياً أسوة ببقية العلوم.