يمثّل ديوان عبد المحسن الصوري ثقافة عصره في مختلف جوانبها، وذلك في الوقت الذي يمثّل فيه اتجاهاً شعرياً، من أبرز خصائصه إجادة بناء القصيدة الطويلة، وتوظيف مختلف أقسامها في أداء دلالة كلية، والقصد إلى اعتماد المقطوعات القصيرة وتجويد لغتها الشعرية: معجماً عذباً سلساً، وصوراً مبتكرة ومحسّنات بديعيّة لطيفة.هذه اللغة الشعرية المتميزة التي تؤدي معاني مكثفة بطريقة عميقة هي التي جعلت عبد المحسن الصوري يحتل منزلة عليا في تاريخ الشعر العربي على الرغم من عزلته في مدينة صور.
ويهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على هذا "الشاعر المغمور"، وتقديم ديوانه للقارىء العربي في حلّة أنيقة، لأنه ثمة رجالات مرت في التاريخ العربي، ولم تنصفها كتب التاريخ، وعبد المحسن الصوري واحد منهم، فاكتفت المؤلفات بذكر أبيات له، وغالباً ما تكررت العبارات نفسها في معظم الكتب، ولم تخلُ هذه العبارات من مدحه والثناء عليه.
وقد عمل السيد أحمد نزال على ضبط نصوص هذا الديوان وشرح مفرداته، والتعليق عليه.