-
/ عربي / USD
من الواضح أنّ الروحانية قد تطلق ويراد بها ما يقابل الماديّة والجسميّة، وليست هي المقصودة هنا - وإن كانت جزءاً من حقيقتها - وإنّما نريد بها الجانب المعنويّ الذي يمثّل الحقيقة المطلوبة من وراء ظاهر الأشياء.
فالصلاة - مثلاً - بأركانها المخصوصة لها روحانيّةٌ ومعنويّةٌ وراء صورتها وهيئتها، وهكذا سائر العبادات الأخرى، وفي هذه الدروس لا نريد تبيين الأركان والأجزاء والشروط المخصوصة لكلّ عبادةٍ، وإنّما نريد الوقوف على بيان الحقائق المعنويّة الكامنة وراء هذه الصور والأفعال الظاهريّة، ونورد مثلاً قول الإمام أبي الحسن الرضا: "الصلاة قربان كلّ تقيّ" فهو لا يريد بقوله أركانها وأجزاءها الظاهرية فقط، وإنما المقصود الأصلي من الصلاة هو الجانب المعنوي الذي تشتمل عليه هذه الأفعال.
من هنا حاول الدكتور طلال الحسن أن يسلط في هذه الومضات المعنوية الضوء على الجوانب الخفيّة في العبادات والتي تمثّل روحها وحقيقتها، وأنّها هي المطلوبة أوّلاً وبالذات، ولكن لا بدّ من الإلتفات إلى أنّ هذه الحقائق المعنوية لا يمكن تحصيلها بدون الإتيان بالعبادات على أشكالها وصورها وهيئاتها الشرعيّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد