-
/ عربي / USD
والآن، فهو يتأمَّل السّقف. وبعض البُقع الداكنة سوداء الحوافِّ تتحوَّل إلى أجزاء من عجلات مُسَنَّنة، وأُخرى إلى قِطع معوجَّة منْ مناشير، وثالثة تكبر وتنتشر، ورابعة تنقلب وجوهاً تُقَهقه، تُقَهقه، وفارس يُسايِرها في القهقهة قليلاً، لكنّه، في لحظةٍ مَّا، يجد نفسه في الخارج، وها هو يستمرُّ في المشي، ويقطع أرضاً خَلَاء، في اتِّجاه مدينةٍ مَّا. تمرُّ سيَّارة بجانبه، تسير متقلقلة، يُطِلُّ مِنها حَمَّا ويضحك، لكنَّه لا يتوقَّف لِيُرْكِبَه معه. يَحزن فارس لذلك، لكنَّه سرعان ما يَفهم: فواحدة مِن العجلَتَيْن الخلفيَّتَيْن للسَّيَّارة لم تكن موجودة في مكانها. لقد طارتْ كما نقول، يُفَكِّر فارس ويضحك. يسأم مِن المَشي. لا سيَّارة تتوقَّف وتُقِلُّه. لكنْ، مِن حقلٍ إلى يمينه، تُقْبِل نحوه دجاجة روميَّة. وكلَّما اقتربتْ منه أكثر، يتعاظم حجمُ جسمها. تنطلق أُغنيَّة مِن حلق فارس: تعالي يا بيبيَّة تعاليْ، تعاليْ تعاليْ ... وتتوقَّف أمامه تلك «البيبيّة». يقول لنفسه: إنّها شبيهة بالتي حجَّ عليها شْوِيرْفَة، وقد تكون هي. يا هَلا، يا هَلا بكِ، أيَّتها البيبيَّة الرّائعة ... لقد جِئتِ في الوقت المُناسب، أيَّتها الضخمة القويَّة السّريعة. ويمتطي ظَهْرها، فَتَخُبُّ به قليلاً، ثمَّ تُطْلِق ساقيها للرّيح..» ...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد