-
/ عربي / USD
أما "العزيز" فهو عزيز وفي الدارجة المغربية يلفظ هكذا، ولكنه في دارجة الأيام فهو الذي تجري الرواية حوله ومعه وبلسانه، وهو ذلك الطفل التي اتخذ موقفاً مضاداً من العالم برمته، ظلَّ يلاحقه حتى وهو رجلٌ يعملُ محرراً في صحيفة ودار نشر، ويحثه بلا انقطاع على الثأر.
أما "سيداته" فهن النساء اللواتي أثّرن فيه وصنعن شخصيته المضطربة، لكن المتطلعة إلى النجاة. فبعد أن ماتت أمه وهو بعمر السنتين، أذاقته زوجة أبيه ويلات ما كان لطفل أن يتحملها، وأجبرته على الهرب، وهو طفل بعد، من المدينة، ليتعرف على نفسه في عوالم شعبية غنية.
أما كاتب "سيدات العزيز" نزار كربوط يضعنا، عبر أسلوب شائق، وتدفق سرديّ يشبه تدفّق النهر، في خضمّ أحداث لاهثة بلا توقف، ليس عبر حدث يتطور ويتعرّج ويظهر ويختفي حسب مقتضيات العمل فحسب، بل عبر لغة شعرية طبعت الرواية كاملة بطابعها، في نوع من التوازن الدقيق الذي جعل تلك اللغة الجاذبة لا تبتلع الحدث ولا الشخصية، فتحولهما إلى أشباح تخاتل خلفها، بل تساهم أكثر فأكثر في إظهار الوجوه المتعددة لهما وطبقاتهما وتناقضاتهما، وما إلى ذلك...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد