-
/ عربي / USD
وُلد في 7 كانون الثاني 1945، وترعرع كادًّا في بيت أبٍ مزارعٍ مكافح. تلقّى دروسه الأولى في مدرسة قريته مجدل سلم، وبعد الصفّ الرّابع الابتدائي كان يتنقّل يوميًّا سيرًا على القدمين إلى مدرسة خربة سلم (10 كيلومتر: ذهابًا وإيابًا)، حيث نال شهادة «السرتفيكاه» (الخامس الابتدائي). بعد ذلك انتقل إلى بلدة جويا ليدرُس فيها السنوات الثلاث الأولى من المرحلة المتوسطة، ليعود إلى متوسّطة بلدة شقراء التي كان يقصدها من بلدته يوميًا سيرًا على القدمين (18 كيلومترًا: ذهابًا وإيابًا)، حيث نال شهادة البريفيه. خضع لمباراةٍ موضوعيّةٍ لينجح بتفوّق، ويُعيَّن أستاذًا في مدرسة قريته رادًّا بعضَ جميلها. أنهى دراسته الثانويّة بعدما كان أستاذًا، حيث نال شهادة الثانويّة العامّة «الموَحَّدة» من سوريا، وقد كان الأوّل في صفّه خلال كلّ المراحل المدرسيّة كما الجامعيّة، إذ درَس التاريخ متوقّفًا عند مرحلة الماجستير مُفضّلًا الانصراف بكلّ وقته وجهده للعمل المقاوم. منذ نشأته، كانت المقاومة لديه مشروعًا تاريخيًّا متواصلًا للتحرّر من سيطرة «الاستعمار» والاستكبار. قدَّم أدهم خنجر وصادق حمزة بصفتيهما المقاوِمة خلافًا لما لُفّق لهما. وكان ممّن خطّط وعمل لدخول العمل الفلسطيني المقاوم عبر بوابة قريته عام 1968. عام 1974 أسّس مع رفاقه «رابطة الشّغيلة»، فكان عضوًا في قيادتها المركزيّة، وكان في عداد وفدها الذي دُعيَ إلى إيران لحضور مؤتمر دعم الثّورة فيها ولقاء الإمام الخميني آنذاك. فتح بيته مقرًّا ومركزًا للمقاومة لسنوات، وجعله موقع إسنادٍ في مقاومة العدوان الصّهيوني عام 1978، إضافةً لقيامه مع رفاقه المقاومين بالتّخطيط والعمل على حفر الملاجئ في المنطقة. ساهم في قيادة انتفاضة الرّمل العالي، وانتفاضة 6 شباط التي أسقطت اتفاق 17 أيار 1983. كان في مقدّمة المدافعين عن الوطن ببندقيّته وقلمه خلال الغزو الصّهيوني وحصار بيروت عام 1982 وما تلاها من سنوات. بعد انتصار المقاومة عام 2000 قال: «الآن يمكنني أن أموت مطمئنًّا بدون غصّة، فقد وفّقنا الله بمن أذلّ الصّهاينة واستعاد لنا كرامتنا وعزّتنا». مارس مهنة التّعليم لأكثر من خمسةٍ وأربعين عامًا، وأخلص لها كرسالة، متنقّلًا في مدارس الجنوب والجبل وبيروت، وكان من قادة الحركة التعليميّة لانتزاع حقوق معلّمي لبنان في السّبعينيات، كما رافق أجيالًا من مزارعي التّبغ وعمّال معملي «غندور» و»جبر» مناضلًا إلى جانبهم مدافعًا عن حقوقهم، وساهم في معركة استعادة الفلاّحين الجنوبيّين لأراضيهم من براثن الإقطاع، فكان أستاذًا في النّهار مقاومًا في اللّيل الذي ستره عن أعين الجواسيس. عُرف خلوقًا لائقًا زاهدًا ليّن العريكة، متحدّثًا لبقًا متحدّيًا مقاومًا، ذا ثقافةٍ عاليةٍ واطّلاعٍ متنوّعٍ فكرًا وفلسفةً وأدبًا. وترك العديد من المؤلّفات والمقالات والمقابلات والكتب غير المنشورة والمنشورة منها: مواكب الفجر وقصص أخرى (مجموعة قصصيّة)، أهازيج الصّدى (رواية)، الإرهاب الأميركي المُعَولَم (كتاب سياسي فكري)، مجدل سلم حاضنة المقاومة وحاضرة الحسين (ع) (صدر في الذكرى السنوية الأولى لرحيله)، جمهورية القرى السبع (كتاب تأريخي، صدر في الذكرى السنوية الثانية لرحيله). اختار العودة لحضن قريته في الفصل الذي لطالما أحب، فغادرنا ليُزهر في أرضها وتزهو به في 27 آذار 2019.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد