داخل صفحات "شمس العرب تسطع على الغرب" ينبض الحنين إلى روعة الحضارة العربية، وتتراقص الألوان والأفكار كأمواج هادرة، تأخذنا في رحلة عبر أعماق التاريخ والتراث. إنها رحلة غنية بالأسرار والاكتشافات، تُبين لنا أن الحضارة العربية كانت منسجمة كأرابيسك زاهية الألوان.

بخطوات ثابتة، نرافق المستشرقة في استكشاف هذه الحضارة المشتركة، التي جمعت بين أروقتها مختلف الثقافات والأجناس. نكتشف أن "العرب" لم يكونوا حصراً لفئة أو هوية، بل كانوا أصحاب انتماءات متعددة، فهم يحملون في دمائهم الأصالة الفارسية ورونق الهندية، وتجاوزوا الحدود الجغرافية ليتعانقوا بروحهم العربية الفريدة.

في هذا الكتاب، تتحدث المستشرقة ببراعة عن قوة اللغة العربية وجمال الدين الإسلامي، وكيف أنهما كانا قواماً لم يهتز له حضارة العرب. ومن وحدة هذه الثقافة الذائبة، ظهرت المعالم الساحرة للحضارة العربية في مختلف الجوانب الحياتية والعلمية والعملية، وكأن الألوان الزاهية تعكس تلك الروح الفذّة التي أثرت تأثيراً كبيراً في الحضارة الغربية.

في جرعات متجددة من الفلسفة والتاريخ والثقافة، يفتح "شمس العرب تسطع على الغرب" آفاقًا واسعة للفهم والتفكير، ويدعونا للتأمل في أصالتنا وعظمة تراثنا العربي، فنحن بحق نستحق ديناً لامعاً منذ القدم.