في ديوانه الشهير، ينسج أبو فراس الحمداني، الفارس الشجاع والشاعر العاطفي، حكاية عاطفية تنطق بصدق شخصيته. ولدت نجمة الشعر في مدينة الموصل، وسُمي على إثر ذلك باسم الأسد "أبو فراس" بناءً على شجاعته اللافتة وفنونه الفارسية المميزة.

تربّى أبو فراس يتيمًا تحت حماية أمه الحنونة، وأخيه النبيل سيف الدولة، أخ الحاكم ناصر الدولة. ينبض شعر أبي فراس برومياته التي تجلت من قلبه العاطفي، فكتب بصدق إحساسه وصدق المشاعر. كان محبًا لأمه ببرّ وحنان، وعاشقًا لأولاده ووطنه، ووفيًا لابن عمه سيف الدولة.

أبدع أبو فراس في قصائد موجّهة لآل البيت، وتحديدًا لثلاث منهم، تعبّر عن إخلاصه لهم وتصاحبه بالشجن والألم لما نابهم من ظلم وإهانة. ضفت هذه القصائد إلى شعره ألوانًا جديدة وروميات فريدة من نوعها، ولهذا اللون الفريد ضمن له الخلود الأدبي.

تمثّل هذه الطبعة المميزة في مخطوطة المكتبة العبدلية الصادقية بتونس، المنسوخة في سنة 548هــ، وقد تمت مراجعتها بعناية لتقديمها لكم بكل جمالياتها وروعتها. فقد انطلق الحمداني في موسيقى اللغة العربية، فأبدع أروع لحنٍ لرومياتها، فلا تفوّت فرصة الاستمتاع بالشاعرية الفذة في هذا الديوان الرائع.