-
/ عربي / USD
أشرقت شمس نوّار ، الطروب ، في سماء تختال مرحاً ، ولا تحجب زرقتها عمامة .
واتسع الأفق ، كأن فسح له الربيع في الإمتداد ، يبيح لهينمات النسيم الإنطلاق في دروبه العطرة .
وتمايلت الأشجار بحللها الغضّة ، كالعرائس المجللات بنفائسهن ، وقد يكون للصبوح ، ينهلن نديّ الأفاويق ، من ينبوعها السلسال .
وانتشى الساحل اللبناني بالخضرة اللدنة ، ذات المجسّ الخميل ، والبهجة الحاملة البلسم لذوي الجراح .
وفي حديقة ذات أسوار ، من مدينة صيداء ، تشتبك فيها قضبان الحديد ، إمعاناً في التصوّن ، ويعلو في أكنافها باسق النخيل ، واللوز ، والليمون ، والرمان ، وتنبثق من أحشائها فوّارات الماء وثّابة ، رويّة ، فتملأ أحواضاً مستديرة ، مشيدة بالحجر الأحمر ، المخطط بسطور بيض ، كالأغرّ المحجّل ، درجت فتاة في عمر هذا المالىء الأرض زهواً واخضلالاً ، تقطف الورد عن أمه زهرة زهرة ، وكأنها قمر يحشد في يمينه أقماراً . للإشتباه بعضها من بعض نصيب .
وما لعين ترنو إلى الصباحة المثلى ، المتوهجة في مقتطفة الورد .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد