رغمَ كون شعور النساء في ذلك العصر مُنسدلاتٍ على أعقابهن من الطول، فإن شعر جدَّتي كان كأقصرِ شعر امرأة عصريّةٍ في زماننا، وكانت لا تفتأُ تتصرَّف وكأنها سلطانة، ألماساتُها وضيافاتُها أساطيرُ تطير على لسان اسطانبول، بيانو الميلوديكا الفاخر، سلالٌ مملوءةٌ بالروايات المترجمة عن معظم لغات الغرب، في ديكورٍ معقّد، جدتي المثال الأجلَى لسيدة اسطانبولية أصيلةٍ نُقِلت من موضعها قبلَ مشروطيّة عبد الحميد، ولم تستقر في وضع جديد مع ما جرى من تقلب الحدثان وتكدر الأحوال في الشرق والغرب، وبقايا التنظيمات، والرَّصَد المتربِّص بالبلاد. على مَرايا مزاجها مرارةٌ من الحيرة والتهتك والاختلال الذي جرّته تلك الأيام على روح المجتمع وقاعدته المعنوية.

كتاب يحكي قصة حياة سلطان الشعراء الأتراك "نجيب فاضل قيصا كورك"، ويعتبر من أهم كتبه. يحكي فيه كيف اهتدى الى الصوفية والدور الذي لعبه أستاذه بالمدرسة "إبراهيم عشقي" عندما قدم له كتابين مهمين أثرا في حياته "ثمرات" و"ديوان نقشي" رجع إليهما بعد تدينه وتوبته.. إلا أن حياة نجيب فاضل تحولت كليا بعد لقائه بالشيخ عبد الحكيم اﻷوراسي من شيوخ الطريقة النقشبندية، ومن أجله كتب "هو وأنا" في العام نفسه." ويقول عن كتابه :" يتبوَّأ هذا الكتاب موضع الصدارة من بين كل أعمالي، ويُحفظَ في أعز الزوايا من مكتبتي التي تشمل كتاباً ونصفاً قبلَ أن أعرفَه، وما يربو على ستِّينَ مجلَّداً بعد أن عرفتُه، أنا في كلِّها مَدينٌ له مقتبسٌ من نورِه وهُداه.. وها أنذا أقدِّم لكم بهذا الكتاب سبيلاً إلى المناطق الحرُمِ في مناخاتي الظاهرة والباطنة.