-
/ عربي / USD
إنها دمشق .. مدينة الياسمين .. إنها الشام تستقبلهما في حضنها مرة أخرى .. بعد تسع سنوات كاملة .. ترقق قلبها على أولادها و انهمرت أمطارها دموعاً حين لمحت وجهيهما .. ألا تلين قلوب المحبين حين يلتقون؛ مهما طالت فترة غيابهم بعضهم عن بعض ؟؟
لم تستطع أن تخفي فرحها برجوعهما أخيراً لزيارتها .. فتهللت أشجارها وتمايلت .. وغردت عصافيرها وأنشدت!!
تسع سنين .. كيف طاوعهما قلباهما أن يتركاها، وهي التي حضنتهم وقت طفولتهما وصباهما، ثم فرحت بهما وقت لقائهما الأول، وسمعت كلمات حبهما وتنشقت رائحة عطرها ..عطر الياسمين المستخرج من شرايين أرضها!!
لكن لابأس .. فالعتب على قدر المحبة كما يقولون .. نسيت الشام كل شيء حين لمحت حفيدتهما التي أسمياها باسمها .. شــآم .. عندها فقط اطمأنت إلى أنهما لم ينسياها لحظة .. عندها فقط أدركت أنها لم تغادرهم إلا لتبقى معهم .. فجذورهم فيها .. وفروعها معهم .. يستمدون من حبها نسغاً .. وينثرون من أزهارهم رحيقها !!
الحياة لم تتوقف يوماً داخل الشام .. و لن تتوقف .. فذلك قدرها ..
مر عليها الكثيرون .. و سيمر غيرهم .. دافع عنها أهلها بطيبتهم ووسطيتهم وريحهم الذكية .. فكانت أمضى من أسلحة غزاتها والمفسدين فيها .. أعمق من مخططاتهم وشيطنتهم ..
لقد أقسمنا مراراً .. أننا و لو بعد حين .. سنرجع .. سنرجع لها .. فجذورنا مغروسة فيها .. تعانق صخور الشام!!
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد