نعم يغفو الأحمق "كالثور" الذي لا يحفل بشيءٍ، فليس بمقدور بوق أو مِدفع أو حتى زلزال أن يوقظه، ولمِ لا طالما كلٌّ شيءٍ متاح له مجاناً من دون عناء، ولا بدّ أن يُنهي دراسة الحقوق، إن لم يكن في هذا العام، ففي العام القادم.استرعى نظر إسكندر فجأة غطاءٌ لحافِ أخيه؛ إنّه غطاءٌ جديدٌ،...
نعم يغفو الأحمق "كالثور" الذي لا يحفل بشيءٍ، فليس بمقدور بوق أو مِدفع أو حتى زلزال أن يوقظه، ولمِ لا طالما كلٌّ شيءٍ متاح له مجاناً من دون عناء، ولا بدّ أن يُنهي دراسة الحقوق، إن لم يكن في هذا العام، ففي العام القادم.
استرعى نظر إسكندر فجأة غطاءٌ لحافِ أخيه؛ إنّه غطاءٌ جديدٌ، ذو لون أخضر فلزيّ مائلٍ إلى الأصفرار، يكسوه زهرٌ أبيض..
أجل كان في غاية الجدة، أمّا غطاؤه هو فقد كان قديماً متّسخاً مرقّعاً هنا وهناك... كان إسكندر يدرك كلَّ شيءٍ جيداً، فهو كان يوماً محطّ آمال الأسرة حين كان والده يعمل مديراً لمحطةٍ في منطقة نائية، عقدوا عليه الآمال بأن يدرس، وينال الثانوية والشهادة الجامعية فيصبح محامياً، ينقذ والده من متاعب المحطات النائية التي تكاد لا تنتهي، لتلتف من حوله أسرته في مكتبٍ أنيق في المدينة النابضة بالحياة.
تنهّد إسكندر...
في تلك الأيام لم يكن غضب أبيه ليطولَ أسابيع كما هي الحال في هذه الأيام، وكانت أمه وأخته تحومان حوله، تلبّيان رغباته مثلما تفعلان اليومَ بأخيه (أردال) تماماً، وتأتيان له بالمحارم والجوارب وحتى بأحذيته الموحلة.