من أجواء الرواية:في أحياء المدينة العتيقة كانت البنات لا يخرجن من بيوتهن إلا للحمام، في عفة وتربية على أن يكون أول من يرى الفتاة هو زوجها في ليلة العرس، أما في (دار الدبيبغ) المدينة الأوروبية فقد أصبحت البنات يجلسن في المقاهي ويدخنّ السجائر ويرافقن الشبان، هذه المدينة قد...
من أجواء الرواية:
في أحياء المدينة العتيقة كانت البنات لا يخرجن من بيوتهن إلا للحمام، في عفة وتربية على أن يكون أول من يرى الفتاة هو زوجها في ليلة العرس، أما في (دار الدبيبغ) المدينة الأوروبية فقد أصبحت البنات يجلسن في المقاهي ويدخنّ السجائر ويرافقن الشبان، هذه المدينة قد عمّرها الرومان والفينيقيون عندما احتلوا بلاد المغرب وجعلوا منها مستعمرات لهم، فيما كان يسمى بموريتانيا الطنجية. لكن الوردية لم توجد في هذه المستعمرات القديمة، الرومانية والفينيقية، فحيث توجد، فإلى المعزبات لقضاء وطر سريع ثم يذهبن معهم إلى المطاعم لتناول الأمعاء المحشوة مع الهريسة اللاسعة.
رغم هذا وذاك، فأنا من العائلات الموريسكية التي هُجِّرَت من الأندلس فجاءت إلى فاس، أنتمي إلى أسرة القسطالي التي عاشت الاحتلال القشتالي ثم اضطرت لأن تترك بيتها في غرناطة وتهرب من محاكم التفتيش وخطة تنصير المسلمين إلى أن وصلت إلى فاس. تفصلنا عن ذلك التاريخ أربعة قرون استوطنا خلالها فاس.