يمتلك المنهج التداولي زاهنيةً خاصةً في الإفصاح عن مسيرة الوعي الفلسفي مع اللغة في بوتقةٍ تظهر فيها بنية الصهر والإندماج، في التأسيس لكليةٍ تداوليةٍ وحجاجيةٍ فلسفيةٍ تعكسها الحداثةُ اللسانية في حقيقتها الفعلية المعاصرة.لذا، فإن هذا الكتاب بمباحثه التأسيسية المتنوعة يعبر...
يمتلك المنهج التداولي زاهنيةً خاصةً في الإفصاح عن مسيرة الوعي الفلسفي مع اللغة في بوتقةٍ تظهر فيها بنية الصهر والإندماج، في التأسيس لكليةٍ تداوليةٍ وحجاجيةٍ فلسفيةٍ تعكسها الحداثةُ اللسانية في حقيقتها الفعلية المعاصرة. لذا، فإن هذا الكتاب بمباحثه التأسيسية المتنوعة يعبر عن منعرج جديد، وطريقة في الرؤية، ومنهج في معاينة التداولية وإنبعاثها، وذلك لدى تصور أبرز مؤسسيها لحالة الوعي، لكل نطق أو تلفظ بفعل المنطق الإنساني واللساني البليغ. إن الهدف الأبرز لهذا الكتاب هو التركيز على فكرة (الوعي) اللساني وصلته بالملكة التداولية ومباحثها، والإنتقالة التي شهدتها في مكوناتها وأبعادها حتى أضحت أي) التداولية (منظومةً تحليليةً لسانيةً مكنتها من تجسيد المعطى الوظيفي للغة والفهم الخلاق للنصوص والخطابات، والإستيعاب الدقيق للمعنى والدلالات، والكشف عن الغائية الفلسفية والإنجازية فالتداولية التي هي محور الدراسة وعملها، أثبتت نباهةً هديها اللساني وشعلتها المتقدة بواقع مستعمليها، بإعتمادها إستراتيجيةً تواصليةً وآلياتٍ حوارية تراعي السامع والمقام وظروف التخاطب، وتولي الإهتمام والإلتحام التام بين القصد والوظيفة عبر تخير القالب اللغوي المناسب عبر سنن الوعي الذي حكم المشروع التداولي من قبل فلاسفة اللغة. إن مدار الأمر والغاية فيه هما البحث عن المعنى ومرجعه ومنتهاه، بوضعيات التواصل المختلفة التي أرفدتها التداولية لمستعمليها.