إذا كانت رؤية الفارابي، ومن بعده ابن سينا، قد ركزت على الوجود "كمفهوم"، لانبثاق رؤيتهما من العقل النظري الخالص، فإن رؤية الشيرازي قد جمعت في مكنونها بين اتجاه العقل والوجدان الصوفي العرفاني، حتى صارت في شكلها الجديد، مع فيلسوف شيراز، مطابقة لرؤية العرفان الصوفي. على أن بؤرة...
إذا كانت رؤية الفارابي، ومن بعده ابن سينا، قد ركزت على الوجود "كمفهوم"، لانبثاق رؤيتهما من العقل النظري الخالص، فإن رؤية الشيرازي قد جمعت في مكنونها بين اتجاه العقل والوجدان الصوفي العرفاني، حتى صارت في شكلها الجديد، مع فيلسوف شيراز، مطابقة لرؤية العرفان الصوفي. على أن بؤرة الانطلاق في برهان الإمكان والوجوب تشع من القرآن الكريم عن الفلاسفة الثلاثة: الفارابي في مرحلة التكوين، وابن سينا في مرحلة التفصيل، والشيرازي في النهاية الأنطولوجية المتعالية. وقد جلا عادل محمود بدر كل ذلك في دراسته المقارنة والنقدية التي يقدمها هذا الكتاب، توكيداً على الإبداع الفلسفي الإسلامي الذي يدعو إلى التأمل والتفكير وتوسّل الاستدلال والبرهان للكشف عن حقائق الوجود داخل الإنسان وخارجه.