يعمل هذا الكتاب على وصف مجمل آليات التظهير الروائي الذي يشكل المرحلة الأخيرة في صيرورة الإنتاج المحايث، وتكمن أهميته، خصوصاً، في كونه ينطلق من تفعيل نظرية المؤولات البورسية، لتصير منسجمة مع خصوصيات تمظهر الخطاب الروائي.ولم يكتف هذا الكتاب بالتحديد النظري لأهم المفاهيم...
يعمل هذا الكتاب على وصف مجمل آليات التظهير الروائي الذي يشكل المرحلة الأخيرة في صيرورة الإنتاج المحايث، وتكمن أهميته، خصوصاً، في كونه ينطلق من تفعيل نظرية المؤولات البورسية، لتصير منسجمة مع خصوصيات تمظهر الخطاب الروائي.
ولم يكتف هذا الكتاب بالتحديد النظري لأهم المفاهيم المقترضة من بورس، أو المولدة بتفاعل مع تصوراته، وبتبرير توظيفها المجرد، بل دعم ذلك بتحليل نص روائي كامل، وبتحليلات جزئية لفصول وفقرات وجمل، من نفس النص، وذلك من أجل تأكيد فعالية المقاربة السيميائية للتظهير، الأمر الذي يجعل الكتاب تمريناً على القراءة العميقة التي تحول شكل حضور البنيات الشكلية والمضمونية إلى محتويات تستنتج أو تستنبط وفق آليات منطقية.
كما تكمن أهمية هذا الكتاب، أيضاً، في إقتراحه بلاغة جديدة تراعي الأبعاد الجمالية والمعرفية والإيديولوجية، وذلك عن طريق تحويل أنجع المفاهيم في النظريات الوصفية إلى مفاهيم خاضعة لمفاهيم تداولية تنظر إلى الشكل بوصفه محتوى.
لقد سمح شكل توظيف نظرية المؤولات، في التحليل، بالأخذ بعين الإعتبار شكل تكون الفكرة الجمالية في الذهن، مروراً بكشف شكل نموها المكيف مع قوانين الجنس الروائي، وصولاً إلى التظهير الذي هو في الآن نفسه، تمثلّ لكل المراحل المحايثة في الذهن وتمثيلٌ مادي لها عبر اللغة.