اخترنا أن نعود إلى المرجع التأسيسيّ للإغواء، ونعني به النصّ الدينيّ، لنتبيّن أصول العلاقة، فدرسنا صورة آدم في بنيتها الوصفيّة الدائمة قبل الهبوط وفي اعتمالها الفعليّ بعده. وتوصّلنا إلى كون ما جرى لا يعدو أن يكون سوى تأسيس للهويّة السرديّة بما هي السّبيل الأمثل...
اخترنا أن نعود إلى المرجع التأسيسيّ للإغواء، ونعني به النصّ الدينيّ، لنتبيّن أصول العلاقة، فدرسنا صورة آدم في بنيتها الوصفيّة الدائمة قبل الهبوط وفي اعتمالها الفعليّ بعده. وتوصّلنا إلى كون ما جرى لا يعدو أن يكون سوى تأسيس للهويّة السرديّة بما هي السّبيل الأمثل لتفهّم العالم حدثيّاً وزمنيّاً، فالوجود سرديّ أو لا يكون، وهذه السرديّة خاصيّة تقتصر على الإنسان ولا تمتدّ لتشمل غيره من الكائنات بما فيها إبليس شريكه الضمنيّ في الغواية. تحتاج صورة إبليس إلى إعادة الإنتاج، فما ترسّخ في الإرث الثقافيّ يتنافى مع منطق السّرد، أي مع منطق الوجود الإنسانيّ، لأنّ إبليس ليس كائناً في الخطاب، بل كامن في اللّغة. بهذا الفهم، نحن نفترض أنّ الإغواء لم يقع عند الشّجرة، بل في المسافة السرديّة التي قطعها آدم أثناء بناء تمثّلاته عنها، والتي بمقتضاها شهد الدالّ سلسلة من التحوّلات أدّتْ إلى تغير مدلوله، لتكون إزاء سيرورة حدثيّة وصيرورة زمانيّة تنصبّ في جوهر السّرد. لكن، ماذا نعني بالسّرد؟... أهو مماثل للقصّ أم مختلف عنه؟... وإذا كان الإغراء يمثّل سلطة الدالّ الخطابيّ، فما علاقة الإغواء بسلطة المدلول اللّغوي حين يتداعى؟ ثمّ ما هي أوجه تداعيه في القصّة البدنيّة بين آدم وإبليس وفي غيرها من السرديّات المعاصرة؟...