رواية يدير فيها نبيل سليمان لعبة شطرنج مفتوحة بين أحجار المكان ومربعات الزمان وثمة في الخلفية الأعمق لعبة أشد دهاء وأثقل وطأة تدور على إيقاع حركة الآدمي الدؤوبة بين مواقع الجغرافيا ووقائع التاريخ. هذه في مظهر السطح سياحة مثقفين هنا وهناك لأغراض ثقافية وأحياناً لأسباب...
رواية يدير فيها نبيل سليمان لعبة شطرنج مفتوحة بين أحجار المكان ومربعات الزمان وثمة في الخلفية الأعمق لعبة أشد دهاء وأثقل وطأة تدور على إيقاع حركة الآدمي الدؤوبة بين مواقع الجغرافيا ووقائع التاريخ. هذه في مظهر السطح سياحة مثقفين هنا وهناك لأغراض ثقافية وأحياناً لأسباب ترفيهية محضة داخل الوطن وخارجه: مدريد, إيبلا, الحسكة, مكة واللاذقية ودمشق وموسكو وطليطلة وسرقسطة... وهذه في مستوى أول من مظاهر العمق, قصة حب آن أن تطوى صفحتها وآن لتفاصيلها أن تعاود إنتاج سياقها التي كانت رديفة لصيفه والتي تظل عابرة للغرام وهناءاته أو عذاباته مرتدة بالكائن العاشق إلى حيث لا مهرب ولا فكاك: إلى التاريخ. هنا تتكامل على نحو سري محكم وبارع التمويه, سلسة الوظائف الحاسمة التي يسندها الكاتب إلى تقنيات سرد ذكي وانسيابي وتراكمي, أشبه بالمدرسة التنقيطية في الرسم, حين يتجسد مشهد بانورامي حافل اعتماداً على حسن احتشاد النقاط واتساق مواقعها. وهنا تبدأ أكثر دوائر الرواية مهارة ومكراً حيث تصبح الجغرافيا منبسطاً فسيحاً للتاريخ الأعلى الذي يهيمن على حكايا البشر أياً كانت بساطة مكوناتها وللتواريخ الدنيا التي لا تنطوى إلا لكي تنبثق من جديد ,فتدمغ حلقات الوجود وتعيد تشكيل الكائن وتجثم على رقعة الشطرنج هذه المفتوحة المعقدة .