لقد تعددت طرق دراسة المجتمع عبر التاريخ، ولطالما امتزجت بعلوم أخرى، فهل يمكن أن ندرس المجتمع من خلال لغته؟...يبحث هذا الكتاب في علم اللسانيات الإجتماعية، أي في دراسة المجتمع على أساس لغته، حيث يكون القائمون على هذا المجال مختصين باللسانيات، ومدرسون اللغة نفسها بالنظر إلى...
لقد تعددت طرق دراسة المجتمع عبر التاريخ، ولطالما امتزجت بعلوم أخرى، فهل يمكن أن ندرس المجتمع من خلال لغته؟... يبحث هذا الكتاب في علم اللسانيات الإجتماعية، أي في دراسة المجتمع على أساس لغته، حيث يكون القائمون على هذا المجال مختصين باللسانيات، ومدرسون اللغة نفسها بالنظر إلى علاقتها مع المجتمع. تفاخر بعض الامم بلغتها الرسمية الواحدة، وتفاخر أخرى بأنها ثنائية اللغة، وقد توصف أمة أخرى بأنها متعددة اللغات، لكن كيف يتعامل أفراد المجتمع مع هذه اللغات؟ هل تؤثر اللغة، أو اللغات الأخرى، التي يتعلّمها الإنسان على إنتمائه لبلده الأم، أم أنه يستطيع تحقيق التناغم فيما بينها؟... لكل بلد لهجاته المتعددة المستمدّة من المنطقة أو الإقليم الذي نشأت فيه، لكننا نشهد أحياناً إختلافات في نبرة الصوت، أو في نطق كلمات تتضمن إخفاء، أو إدغاماً أو تشديداً، فهل لهذه المتغيرات دلائل إجتماعية؟... يرى الباحثون أن طريقة نطق الكلمات، ضمن اللغة الواحدة، واللهجة الواحدة، قد تعطينا إنطباعاً عن تمايز طبقي أو عرفي أو مناطقي، وقد تدل أحياناً على إنتماء مستخدميها إلى مجموعات صغيرة تحاول تمييز نفسها عن الآخرين. ليست اللغة مجرّد أداة تواصل، بل هي هوية ثقافية وسياسية وإجتماعية، يمكننا ان نرى بوضوح أن هناك إحتلالاً يقوم على اللغة، وهناك سيطرة تجارية وإقتصادية وحتى علمية أساسها اللغة، وهناك لغات توشك أن تموت، ولغات أخرى تولد، من أجل كل ذلك يأتي هذا الدليل إلى اللسانيات الإجتماعية.