توخيت أن يصبح في إستجابتي لما قرأت في هذا الكتاب من شعر ورواية وقصة قصيرة ومسرح وسرود أخرى، تشبية مارتن والاس للقراءة بالإستماع إلى الموسيقى.بالطبع، تتبدل الإستجابة، مثل الكتابة، بمقتضى التبدل التاريخي، وتتنوع القراءة بتنوع القراء، فلكل قارئ فرديته كما لكل كتابة بياضها...
توخيت أن يصبح في إستجابتي لما قرأت في هذا الكتاب من شعر ورواية وقصة قصيرة ومسرح وسرود أخرى، تشبية مارتن والاس للقراءة بالإستماع إلى الموسيقى.
بالطبع، تتبدل الإستجابة، مثل الكتابة، بمقتضى التبدل التاريخي، وتتنوع القراءة بتنوع القراء، فلكل قارئ فرديته كما لكل كتابة بياضها الذي ينادي قارئاً كي يملأه، ولكن كيف نحول دون أن يؤول ذلك إلى فوضى ورعاعية تحل محل الرطانة والإستعلاء؟ وكيف يمكن ان نجل ذلك سبيلاً إلى الوصال والحوار بين الكتابة وبين قارئ مجهول، قد يزورّ عما يقرأ، قد يتلذذ به أو يستجيب لنداءاته على أي نحو شفوي او مكتوب أو صامت؟...
لقد تباينت وتعددت الأجيال والأجناس والأقطار والتجارب التي عُنيتُ بها في هذا الكتاب، سعياً إلى توفير فرصة أكبر لقارئ، كي يطل على المشهد الإبداعي بثرائه وتمايزاته، وبطزاجته أيضاً.
وفي ذلك كله سيلحظ تباين وتعدد تعبيرات الإستجابة في هذا الكتاب للمقروء، مستبطنةً مناهجيةً - لا منهجية بعينها - فيما قد يبدو تخففاً منها، ومفككةً للمقروء وبانيةً له من جديد، متأملةً في جمالياته ومحاورةً لمحمولاته وأطروحاته، توسلاً لتقريبه من قارئ جديد.