من أسفٍ أن العنف جزء من حياتنا اليومية، نقرأ عنه في صحف الصباح، أو نسمع عنه في الأخبار اليومية في الراديو والتلفاز، وربما تقرأ قصص جرائم القتل بهدف المتعة، أو نلعب على شاشات الكمبيوتر ألعاباً تقوم على الأذى والقتل والتدمير.للعنف أشكال عديدة تتراوح بين الإساءة اللفظية،...
من أسفٍ أن العنف جزء من حياتنا اليومية، نقرأ عنه في صحف الصباح، أو نسمع عنه في الأخبار اليومية في الراديو والتلفاز، وربما تقرأ قصص جرائم القتل بهدف المتعة، أو نلعب على شاشات الكمبيوتر ألعاباً تقوم على الأذى والقتل والتدمير. للعنف أشكال عديدة تتراوح بين الإساءة اللفظية، والعنف الجسدي وإلحاق الضرر بالأشخاص، وصولاً إلى إرتكاب جريمة قتل، وقد يكون نتيجة لردّة فعل طبيعية، أو ناتجاً عن سبق إصرار وتصميم. لا أحد يحتكر العنف بنفسه، إذ يمكن أن يتورّط به الكبير والصغير، الأنثى والذكر، القريب والبعيد، الأسود والأبيض، ويصل حتى إلى علاقة الإنسان مع الحيوانات الأليفة. ويمكن أن يظهر أيضاً في البيت والمدرسة، في مكاتب العمل وفي أماكن الراحة والإنسجام، في الشارع والحديقة ووسائط النقل العامة، وأثناء متابعة الألعاب الرياضية. يزداد العنف في أيامنا هذه بشكل لم يسبق له مثيل أبداً، فكان لا بدّ من البحث في أسبابه البعيدة والقريبة، النفسية منها والإجتماعية، بغية تشكيل فهم واسع يفسح المجال امامنا لمحاولة التخفيف من آثاره الكارثية على الجاني والضحية على حدّ سواء. يستعرض هذا الكتاب دراسات علمية واسعة، وعمليات مسح إستطلاعية شملت عيّنات من المدارس والمنازل والسجون ودور الرعاية وسجلات القضاء لتشكيل صيغة واضحة تصف أعراض العنف، وخصائصه، وسمات مرتكبيه، في محاولة للبحث عن أسبابه التي قد تعود أحياناً إلى مرحلة الطفولة والمراهقة، لعلّنا تجد طريقة للحد من تأثيره على حياتنا.