في الشرفة لبث واصف عمران يتفرج بحياد على باص الحضانة وهو يبتعد بثريا: أليست ابنتك أيها الوغد؟...ما كاد الباص يختفي حتى أسرعت رمزية في الإتجاه المعاكس الذي يقودها إلى مديرية الصحة، وما كادت رمزية تختفي حتى عبّ واصف الهواء عبّاً، ثم أسرع ينهب الدرج العريض العتيق الذي يصل الأرض...
في الشرفة لبث واصف عمران يتفرج بحياد على باص الحضانة وهو يبتعد بثريا: أليست ابنتك أيها الوغد؟...
ما كاد الباص يختفي حتى أسرعت رمزية في الإتجاه المعاكس الذي يقودها إلى مديرية الصحة، وما كادت رمزية تختفي حتى عبّ واصف الهواء عبّاً، ثم أسرع ينهب الدرج العريض العتيق الذي يصل الأرض بالسماء: أليست امرأتك أيها الوغد؟...
على السفح، أي على خذ القلعة - كما تعوّد واصف أن يقول - تستلقي أربع وخمسون درجة لتصل بين الشارع وبين البيت العريق الفسيح الذي ورثته رمزية عن أبيها، وانتقلت إليه مع واصف ليلة الدخنة.
من البيت فصاعداً، يُسرع السفح معشباً حتى يبلغ مقام المغربي وجامعه ومقبرته، ثمة، تعوّد واصف أن يصير خذروفاً كل صباح، ليدور حول نفسه، معانقاً البحر من سائر الجهات، كما تعانقه التلة والثكنة وما تبقى من الشجر والشوك والعصافير، غير أن واصف بدّل عادته منذ صدّق أن اللاذقية باتت غير آمنة، أي منذ رآها تتخصّب بالأرجوان أول مرة ذات صباح من شهر منسيّ - ربما كان نيسان - من سنة منسية، ربما كنت سنة 1981.