لقد لعب التفكير النقدي دوراً أساسياً في تطور علومنا ومؤسساتنا السياسية ومفاهيمنا الذاتية تحديداً.إن التفكير النقدي المتين ليس مفيداً فقط للتجارة والقانون والتكنولوجيا؛ إنه أساسي جداً للثقافة الديناميكية والمزدهرة، وهو يحدد العنصر الجوهري لأي تثقيف حقيقي.لقد اتخذنا في...
لقد لعب التفكير النقدي دوراً أساسياً في تطور علومنا ومؤسساتنا السياسية ومفاهيمنا الذاتية تحديداً. إن التفكير النقدي المتين ليس مفيداً فقط للتجارة والقانون والتكنولوجيا؛ إنه أساسي جداً للثقافة الديناميكية والمزدهرة، وهو يحدد العنصر الجوهري لأي تثقيف حقيقي. لقد اتخذنا في هذا الكتاب نهجاً واسعاً متعدد التخصصات وشاملاً نسبياً للتفكير النقدي، فبينما يركّز العديد من نصوص التفكير النقدي على عناوين منطقية، قمنا بتجميع الكثير من وجهات النظر والممارسات التي صقلتها العلوم الطبيعية والإجتماعية، ولا سيما السيكولوجية منها، وصقلها النقد والنقد الأدبي والفنون الجميلة، والنظريات السياسية والإجتماعية. وبينما اعتُبِرَت الأدوات النقدية التي تطوّرت على يد علماء المنطق والرياضيات وفلاسفتها، والعلماء التجريبيين، ذات أهمية كبيرة للتفكير النقدي الجيد، كانت الأدوات الدقيقة التي شحذها المنظّرون في النظريات الأدبية والسياسية والإجتماعية عميقة جداً. إن المحاججات مهمة جداً بالتأكيد، لكنها ليست حكاية التفكير النقدي كله، وبالتالي نحن نشجّع القراء على أن يأخذوا على نحو مماثل نهجاً واسعاً متعدد التخصصات وحصرياً، وأن يأخذوا بعين الإعتبار الطرق المنوّعة التي صقلها التفكير النقدي عبر طيف الفكر الإنساني. إن استخدامنا للتفكير النقدي لا يجعلنا نقدّم نقداً للمحاججات ومجموعات البيانات والمقترحات والنصوص فقط، بل إننا نُنتج نقداً يكشف عن قيودنا وضعفنا ومحدوديتنا، ويكشف عن ذواتنا بالطريقة التي تعيش واقعياً في هذا العالم.