الفلسفة مغامرة فريدة، وشكل غريب من الحوار، بدأ منذ ألفين وخمسماية سنة، وما يزال مستمراً، ويتمثل هدف هذا الكتاب في دعوتك إلى الإنضمام إلى هذا الحوار، وعبر ذلك يقدم لك ما لا غنى عنه من تاريخ الفلسفة.ويسعى ديفيد روتشِنك أيضاً في كتابه هذا إلى بيان أن المفكرين والفلاسفة ما...
الفلسفة مغامرة فريدة، وشكل غريب من الحوار، بدأ منذ ألفين وخمسماية سنة، وما يزال مستمراً، ويتمثل هدف هذا الكتاب في دعوتك إلى الإنضمام إلى هذا الحوار، وعبر ذلك يقدم لك ما لا غنى عنه من تاريخ الفلسفة. ويسعى ديفيد روتشِنك أيضاً في كتابه هذا إلى بيان أن المفكرين والفلاسفة ما يزالون إحياء في يومنا، مثلما كانوا في زمانهم، إذ ما يزال لديهم ما يقولونه لك حتى عصر الهواتف الذكية: عصرنا، وأعمال أولاء المفكرين والفلاسفة لا تزال تنطلق بوجهات نظر عالمية، وتربط بين ميول فكرية متعددة ومتنوعة، بقوة وحيوية، وتطرح أجوبة حية للأسئلة ذاتها التي تضغط على عقولنا وحياتنا. هكذا، نحن قادرون اليوم على تمييز روح أفلاطون وروسو ونيتشه وعشرات من أقرانهم الذين يحضرون في هذا الكتاب، وبالتالي، الإفادة من هذه الكنوز بالغة الضرورة، ونحن قادرة على ذلك، ولئن كان هذا الكتاب لم يوضع من أجل الأكاديميين، فهو ينهض بالضرورات الأكاديمية ليقدمها بيسر ودقة عبر الأسئلة التي ولدت مناظرات وجدالات كبرى في التاريخ، وذلك لأن تلك الأسئلة ليست خاصة بلحظة معينة من التاريخ، بل هي الخيارات العقلية الأساسية، وبالتالي، هي إمكانات حية في زماننا. وهذه الطريقة التي انتهجها هذا الكتاب تطلق وتذكي المنافسة الفلسفية، وتدعو القراء إلى المشاركة في هذه المناظرات وفي هذا النزال.