في تطوّر الرواية العربية بين الحداثة وما بعدها، بلغت أن تروي سيرتها، ومن ذلك ان تروي سيرة كاتبها أو سيرة وعيها لذاتها، (تفكر بنفسها)، أو أن تنكتب (تتكون - تتخلق) أمام القارئ ومن ذلك أيضاً أن ترسل قولاً في النقد.أما في السيرة المجتمعية فتكتب الرواية ما تكتب من زمنها الروائي...
في تطوّر الرواية العربية بين الحداثة وما بعدها، بلغت أن تروي سيرتها، ومن ذلك ان تروي سيرة كاتبها أو سيرة وعيها لذاتها، (تفكر بنفسها)، أو أن تنكتب (تتكون - تتخلق) أمام القارئ ومن ذلك أيضاً أن ترسل قولاً في النقد.
أما في السيرة المجتمعية فتكتب الرواية ما تكتب من زمنها الروائي الذي قد يسبق زمن الكتابة أو يوازيه، وسواء أكانت الرواية حفراً فيما كان أو فيما يكون، فهي حفر في البنى والعلاقات الإجتماعية التي قد تعني سياسة وإقتصاداً وأخلاقاً و... وفي السيرة النصية، وبالتالي، من السيرة المجتمعية، ما فيها، إلا أن الرواية قد تعنى فقط بالسيرة المجتمعية، حيث ينهض بالتخييل مجتمع روائي، يتأسس في مجتمع بعينه أو أكثر، بقدر ما يفارقه، فإذا بشخصية روائية تحب أو تقتل أو تتحزب أو تسجن أو تتعهر أو تتملك أو ترقص، كأنها أنا وأنت أو هو أو هي، لكنها أيضاً وأيضاً ليست كذلك، وإذا بالقضاء الروائي هو هذا البيت أو الشارع أو المدينة أو القرية أو البحر أو السجن، لكنه ليس كذلك.
ولعل الرواية التي لا تعيّن مكانها ولا زمانها فيما هو معلوم (قاتم أو داتل) تتأسس هنا، وإن يكن من سبب آخر أو أكثر لهذا اللا تعيين.