إن تاريخ الأديان، من الديانات الأكثر بدائية إلى الديانات الأكثر تطوراً، يتشكل من تراكم لتجليات المقدس، ومن تمظهرات الوقائع المقدسة، ولا يوجد إنقطاع للصلة بين تجليات المقدس، من أكثرها بساطة، إلى أكثرها سمواً.كيف يستطيع الإنسان المتدين، أن يظل أطول وقت ممكن في كون مقدس؟ كيف...
إن تاريخ الأديان، من الديانات الأكثر بدائية إلى الديانات الأكثر تطوراً، يتشكل من تراكم لتجليات المقدس، ومن تمظهرات الوقائع المقدسة، ولا يوجد إنقطاع للصلة بين تجليات المقدس، من أكثرها بساطة، إلى أكثرها سمواً.
كيف يستطيع الإنسان المتدين، أن يظل أطول وقت ممكن في كون مقدس؟ كيف يتمثل تجربته الكلية في الحياة، بالقياس إلى تجربة الإنسان المحروم من الشعور الديني، الإنسان الذي يحيا، أو يرغب في أن يحيا في عالم نزعت فيه قدسيته؟...
إن العالم الدنيوي برمته، الكون الذي نزعت عنه القدسية نزعاً كلياً، هو إكتشاف حديث للعقل البشري، وليس من المفروض علينا أن نُظْهِر، وفقاً لأي صيرورات تاريخية، وبناء علي أي تغيرات في السلوك الروحي، نزعَ الإنسان الحديث القدسية عن عالمه، وإضطلاعه بوجود دنيوي.
يكفي أن نستخلص هنا فقط، أن نزع القدسية يميز التجربة الكلية الإنسان المجتمعات الحديثة غير المتدين، ونتيجة لذلك، فهذا الأخير يشعر بصعوبة تزداد كبراً، في إستعادة الأبعاد الأساسية لإنسان المجتمعات القديمة المتدين.