هو:لم أذُق طعم النشوة الحقيقيّة، وبهذه العذوبة في حياتي كلّها إلا في تلك اللحظة قبل ثلاثة أيّام، وقتما تنامى إليّ واضحاً صوتُه المختنق أسىً وحسرة من وراء باب غرفة النوم التي أغلقها على نفسه، ليصبّ في أذن أخيه نهاية فضيحته، وكأنه على وشك الموت:- بنت الحرام سوّتها.بعتُ العالم...
هو:
لم أذُق طعم النشوة الحقيقيّة، وبهذه العذوبة في حياتي كلّها إلا في تلك اللحظة قبل ثلاثة أيّام، وقتما تنامى إليّ واضحاً صوتُه المختنق أسىً وحسرة من وراء باب غرفة النوم التي أغلقها على نفسه، ليصبّ في أذن أخيه نهاية فضيحته، وكأنه على وشك الموت:
- بنت الحرام سوّتها.
بعتُ العالم من أجلها وتتطاول عليّ، وترمي في وجهي بكلام اقشعرّ منه بدَني.
وما حاجة العجائز للنساء؟...
هي:
ورحتُ أُكثرُ من مُلاطفته وُملاعبته، وأطَبطبُ عليه، وأمسحُ على رأسه، وأمسّد شعره الذي تغيّر هو الآخر من النعّومة المُفرطة التي كان ينفر منها، إلى الخشونة المُفرطة، بل إنه صار مثل الشوك يُدمي أصابعي.
فيما مضى من حياتنا المشتركة كانَ كلّما آلَمني شيء، يسحبُ يدي يحُب لا يُضاهى، ويُشيع باطنها وظاهرها تقبيلاً ولثماً، مُضيفاً إلى فعلته أنه كان ينظر بعيداً، وينشدُ أغنيات حب وعشق مقلداً فنانين ومُطربين نعرفهم سوياً، لأنهم شكّلوا أساس ذاكرتينا.
الآن ما إن أقترب من رأسه حتى يدفع يدي، ويرفقُ دفعته بزفرات نُفور وحقد.
بمحاولاتي هذه التي قد يرفضها الكثيرون، وربّما استهجنوها، لم أكن أبغي الترويحَ عنه، بل أن أستدرج الظلّ الأخير الباقي من الحبّ القديم الذي ظننتُه متوارياً وراء الأزمة، وتداعياتها.