المعاجم ذات البعد الثقافي شرط لتطوير لغتنا ، إذ لا يتصل المعجم الثقافي بالإستعمال اليومي لمفردات اللغة فقط بل يتصل أيضاً بالمعارف والثقافات والعلوم .من مادة اليومي إلى الجوهري تختط مواد هذا المعجم سبيلها ، ففي مادة ( الغربة الثقافية ) يجابهنا السؤال عن علاقتنا بالعصر ....
المعاجم ذات البعد الثقافي شرط لتطوير لغتنا ، إذ لا يتصل المعجم الثقافي بالإستعمال اليومي لمفردات اللغة فقط بل يتصل أيضاً بالمعارف والثقافات والعلوم .
من مادة اليومي إلى الجوهري تختط مواد هذا المعجم سبيلها ، ففي مادة ( الغربة الثقافية ) يجابهنا السؤال عن علاقتنا بالعصر . والجواب هو أننا غرباء عن عصرنا ، لأننا لا نطرح أسئلة حول هذه العلاقة ، فترانا نحيا ثلاثة أنواع من الغربة : عن العصر ، فنحن لا ننخرط فيه معرفياً ، وغربة عن التراث ، وغربة عن الذات ، ومن هذه أننا لا نقيم علاقة مع مفكرينا المعاصرين ، فمن يذكر الآن مهدي عامل أو حسين مروة أو عبد الكبير الخطيبي أو طيب تيزيني أو محمد أركون .
وفي مادة ( القتل الثقافي ) يكتب سعيد يقطين أن أشد أنواع الموت هو موت الأحياء . ونحن نمارس ضد أحيائنا / رموزنا الثقافية التدمير والأذى ، فكما لا نكرم موتانا ، نحن لا تكرم أحياءنا . إنه القتل الثقافي ، إنه تشويه الذاكرة الجماعية ، بل محوٌ لها ، عن طريق تجريح المساهمين في تشكيلها في حياتهم .
هكذا يمضي هذا المعجم من المعارك الثقافية إلى الإحتباس الثقافي والموت الثقافي والتدليس الثقافي والإنتماء الثقافي وثقافة الإرهاب ودمقرطة الثقافة والدنكيشوتية الثقافية والأخلاقيات الثقافية إعلاناً عن الأطروحة الأثيرة : الحداثة والعتاقة ، وتعرية لما يسميه بزمن الرقامة ، حيث يسود القص واللصق ، وطريقة الطمّ والرمّ في التأليف . وفي كل ذلك يتقد النزوع الإنساني لسعيد يقطين ، كما يتقد نزوعه الحضاري والوطني ، ويتجدد ويتألق وعده ووعيه بالمختلف والخصيب الذي نحتاجه ليس في ثقافتنا فقط ، بل في حياتنا بعامة .