بعد ثلاثة عقود من العمل الأكاديمي والتأليف في السمياء والنقد، والكتابة في الشأن العام، والترجمة، أي بعد ثلاثة عقود من "البحث عن المعنى" بتنا نحن قراء سعيد بنكَراد بحاجة إلى مثل هذا الكتاب، فيما احتوى من المحاورات التي جاءت صوى لنا في مسيرة هذا المفكر والمثقف والإنسان الذي...
بعد ثلاثة عقود من العمل الأكاديمي والتأليف في السمياء والنقد، والكتابة في الشأن العام، والترجمة، أي بعد ثلاثة عقود من "البحث عن المعنى" بتنا نحن قراء سعيد بنكَراد بحاجة إلى مثل هذا الكتاب، فيما احتوى من المحاورات التي جاءت صوى لنا في مسيرة هذا المفكر والمثقف والإنسان الذي يذكرني دوماً ودائماً بصديق العمر الراحل بوعلي ياسين، في جديته وتواضعه ودأبه وإنفتاح آفاقه ونهمه المعرفي والنقدية المكينة في تكوينه الثقافي وفي كتاباته ومواقفه.
لا يفتأ سعيد بنكَراد يبدي ويعيد في أن السميائيات هي أصلاً دراسة للمعنى، ليس كمادة أو كمضمون، بل كجزء من سيرورة، ويعلل إهتمامه بالمعنى بأن الإنسان منتج للمعاني، وإنسانية العالم تتمثل في قدرته على الإحالة على معنى.
فــ (الحياة معنى)، ونحن موجودون في المعنى، ومن خلاله نحضر في تفاصيل المعيش، وما من معنى للنصوص في ذاتها، بل في إمتزاجها بأفق القارئ، وسعيد بنكّراد يعلن بجهارة أنه يتحدر من تيار يعتبر المعنى حجر الزاوية في الوجود الإنساني.
وليست المعرفة بحسبانه تأملات تنصب على كائن معلق في الهواء، بل هي محاولة للإجابة على أسئلة يطرحها سلوك الناس ومواقفهم في الإستهلاك والحب والصراع وتناقض المصالح...