للرواية العالمية بالحرب صلة وثقى، فقد خلقت أبطالاً نموذجيين، وخلدت أبطالاً تاريخيين، وجسدت صراعات وعلاقات وتطورات غنية، معقدة وحارة، وفي خلال ذلك كله أغنى هذا المحتوى الخطير: الحرب، أغنى الأشكال الروائية وفجّرها أحياناً، وطورها تطويراً جذرياً.لقد كانت الحروب الأهلية...
للرواية العالمية بالحرب صلة وثقى، فقد خلقت أبطالاً نموذجيين، وخلدت أبطالاً تاريخيين، وجسدت صراعات وعلاقات وتطورات غنية، معقدة وحارة، وفي خلال ذلك كله أغنى هذا المحتوى الخطير: الحرب، أغنى الأشكال الروائية وفجّرها أحياناً، وطورها تطويراً جذرياً.
لقد كانت الحروب الأهلية والحروب الوطنية على الدوام نبعاً ثراً للأدب والفن، وفيما يهمنا هنا، كانت تبعاً ثراً للرواية، فمن منا لا يذكر بالتقدير العالي الذي تستحقه روائع باسترناك وشولوخوف، همنغواي ومالرو، كاتب ياسين ومحمد ديب، وسواهم وسواهم، حتى إن الحرب الأهلية الأسبانية غدت معين مئة وستة وثلاثين كاتباً!...
على المستوى العربي، يبدو الخلل عمقاً فيما بين حجم ما تعنيه الحرب في التاريخ العربي الحديث، وما لها من معادل فني روائي، ولعل ذلك يعود إلى: حجم وخطورة المحرمات التي تواجه الروائي العربي، فالكتابة عن الحرب كتابة غير دعاوية، ولا رفعاً للعتب، تدفع بالكاتب نحو المؤسسات العسكرية، ونحو الأوضاع السياسية، كقوى وكعلاقات، وهنا، يكمن قدس أقداس ما لا يجوز الإقتراب منه إلا ملامسة أو تبجيلاً.