متى ستكون الثقافة العربية قادرة على تغيير وجه المجتمع؟ هل ستكون قادرة على تغيير وجه التاريخ؟هل ستصبح الثقافة قاطرة السلطة والمجتمع، فيتخلق المجتمع القادر على الخروج من إعاقته، وتكون السلطة نتاج هذه العلاقة التاريخية بين الطرفين، ما يجعل السياسة ناتجاً إجتماعياً لا سلطة...
متى ستكون الثقافة العربية قادرة على تغيير وجه المجتمع؟ هل ستكون قادرة على تغيير وجه التاريخ؟ هل ستصبح الثقافة قاطرة السلطة والمجتمع، فيتخلق المجتمع القادر على الخروج من إعاقته، وتكون السلطة نتاج هذه العلاقة التاريخية بين الطرفين، ما يجعل السياسة ناتجاً إجتماعياً لا سلطة عصبية؟ الحرية هي سلطة القوانين لكن القوانين صناعة بشرية غير بريئة من المصالح والأمزجة والتأثيرات، وهي معايير وضوابط توضع لتنظم الحياة والنشاطات التي يقوم بها فرد أو جماعة أو المجتمع. هذه الحداثة صنعتها الثقافة، والثقافة بكل فروعها، هي التي صنعت السياسة الحديثة، كما صنعت التقدم العلمي، وعندما نقول صنعهما، نعني أنهما تطورا برعاية الثقافة التي بدأت بالإصلاح الديني والجرأة على مقاربة النصوص بمنطق مختلف، بالتالي كان التغيير يحرك العقل الراكد، ومتى تحرك العقل الراكد، وبدأ ينمي القناعات الجديدة على ضوء التجارب والحراك، حسم وجهة التغيير لصالحه، دون القدرة على اعتراضه اعتراضاً فاعلاً أو معطلاً. السلطة الثقافية هي ما تسعى السلطة السياسية لاستحواذه من أجل إبراز مشروعية وجودها ودورها. وإذا كانت السلطة السياسية قادرة على استغلال الثقافة ودورها، والذي تصنعه الثقافة، مع أن ما تفعله السلطة السياسية هنا لا ينبع من داخل الثقافة إنه سلطة على الثقافة وليس سلطة الثقافة.