هذه الرواية هي إحدى أعظم روايات المغامرات، إنها ملحمة مثيرة، يصور بها الكاتب الأمريكي العالمي جاك لندن عالماً مجهولاً وغريباً، وإذا كان بعض الكتّاب يكتفون بكتابة مغامرة، فهذا الكتاب العبقري عاش المغامرات التي كتبها خلال عمره الذي لم يتعدّ الأربعين.تقدم هذه الرواية حياة...
هذه الرواية هي إحدى أعظم روايات المغامرات، إنها ملحمة مثيرة، يصور بها الكاتب الأمريكي العالمي جاك لندن عالماً مجهولاً وغريباً، وإذا كان بعض الكتّاب يكتفون بكتابة مغامرة، فهذا الكتاب العبقري عاش المغامرات التي كتبها خلال عمره الذي لم يتعدّ الأربعين.
تقدم هذه الرواية حياة آلاف الرجال والنساء الذين خاطروا بأرواحهم من أجل أحلامهم في المناطق القطبية وغواية الذهب… وهذه الرواية هي أيضاً رواية عالم الذئاب والحياة البرية وصراع الكائنات، ولعل عبقرية جاك لندن تكمن في أنه بدا بقوة كم هو فيلسوف أيضاً، يعلمنا كيف أن الحب قوة حضارية كبرى، إن لم تكن الأكبر، في عالم مغاير تحكمه العصاب والناب والوحشية والدماء.
من الرواية: "تجهّمت غابة البيسية الداكنة على جانبي المجرى المالي المتجمد، كانت الأشجار قد تجردت من غطائها الصقيعي الأبيض بفعل ريح حديثة فبدت مائلة بعضها إلى بعض، سوداء ومنذرة بسوء الضوء الخافت، خيّم على الأرض صمت هائل، كانت الأرض ذاتها قفراً، لا حياة فيها ولا حركة، شديدة العزلة، والبرودة، حتى إن روحها لم تكن روح الحزن، كان فيها أثر من الضحك، لكنه أكثر رهبة من أي حزن، ضحكٌ عديم المرح كإبتسامة أبي الهول، ضحكٌ بارد كالصقيع ينضح بتجهم العصمة.
لقد كان من حكمة الأبدية البارعة والمتعذرة على الإبلاغ أن تضحك على عبثية الحياة وجهد الحياة، إنها البرية، برية أرض الشمال المتوحشة المتجمدة القلب.
ولكن كان ثمة حياة متحدية، تمتد في كل إتجاه في الأرض.