إن الفلسفة في أصلها امرأة، وهي حواء متجددة. والفيلسوف إذ يضحك فإنما بفعل استجابة لبذرة حوائية. والفلسفة نفسها تغدو باعثة على الضحك لأنها هي الرحم الأكثر خصوبة.أما الضحك فهو أبدي، وهو النفس العميقة للغة كما هو إقصاء للموت وتتويج حياة، والضحك هو ما يضعنا في قلب الوجود إذ ينزع...
إن الفلسفة في أصلها امرأة، وهي حواء متجددة. والفيلسوف إذ يضحك فإنما بفعل استجابة لبذرة حوائية. والفلسفة نفسها تغدو باعثة على الضحك لأنها هي الرحم الأكثر خصوبة.
أما الضحك فهو أبدي، وهو النفس العميقة للغة كما هو إقصاء للموت وتتويج حياة، والضحك هو ما يضعنا في قلب الوجود إذ ينزع أقنعتنا، كما أنه في بنيته وجوهره طاقة وجود على مستوى كامل الوجود، وولادة لوجود غير مسبوق. إنه سياسة جسدية. وعلاقة حيوية. وسلطة قائمة بين المرء ونفسه. وتعميم الضحك على كل شيء هو تحرير له. وفي الضحك تأميم لمشاعية الإبداع ولنشاط الذهن، وفيه يلاحظ البشر بشريتهم ومدى قصورهم، وينتهون إلى اختلافهم. فإن تضحك يعني أن تلغي اللغة، وتزيح الكوابيس والمفارقات المقوعدة لنأتي بكتابة جديدة وثقافة تسمح برؤية ما لم يُرَ بعد.
يشد هذا النظر للضحك أز ره بما سبق إليه فلسفياً وأبدع فيه آخرون. وهذا الكتاب معني بالضحك الذي يتخلله الثقافي العميق. وليس الضحك بمفهومه الفيزيولوجي والكفلي، فما يضحك ليس الكركرة، بل ما يفجر معرفة، ليكون الضحك فاتحة كل حداثة ممكنة، نابهاً وموحياً وتليداً وريادياً دوماً، وليس ضحكاً استهلاكياً.