يبحث هذا الكتاب في علم نفس الشخصية، إبتداءً بالنظر إلى الوعي كمعطى سايكولوجي هو الإستنتاج العملي البنائي للمعنى داخل أي إطار ثقافي في العالم، والثقافات تختلف فيما بينها في مؤسساتها التي تنتج العقل بكل مجالاته المختلفة، لكن الثقافة النفسية في مجتمعنا ضعيفة وهشّة، ولا تخرج...
يبحث هذا الكتاب في علم نفس الشخصية، إبتداءً بالنظر إلى الوعي كمعطى سايكولوجي هو الإستنتاج العملي البنائي للمعنى داخل أي إطار ثقافي في العالم، والثقافات تختلف فيما بينها في مؤسساتها التي تنتج العقل بكل مجالاته المختلفة، لكن الثقافة النفسية في مجتمعنا ضعيفة وهشّة، ولا تخرج عن دائرة المعايير الإجتماعية والدينية التي تراعي الأيقونات المقدسة أكثر مما تراعي الوجود السيكولوجي للأفراد.
لا يتواصل الفرد مع الآخرين إن لم تتقؤ بداخله مكونات وإحتياجات التوجه نحوهم.
إنه لا يتحدث عن ذاته ولا عن الآخرين إن لم تتوافر لديه وفي بيئته عناصر اللوحة التواصلية البناءة، فالتحدث هو أقوى آليات العقل التواصلي بين البشر لحد الآن.
إن الفرد لا يتفاعل جسدياً وفيزيكياً مع الآخرين، إن لم يعرف أن جسده ملكه الخاص، أو هو يملك على الأقل الجزء الأكبر منه، فالتفاعل الجسدي ضرورة قصوى لإكتمال الصورة التواصلية المتحركة للمجتمع والثقافة.
بالإضافة إلى ما تقدم في هذا الكتاب كيف أننا رغم حداثة الآليات والوسائل التكتوتعليمية والتكنومعرفية بيننا، فإن عقلية السلطات السياسية والدينية والمجتمعية ظلت على حالها الثابتة القامعة للأصل الذاتي الفردي.