لماّ كان النص عالماً تنتجه اللغة، فقد اهتمت به العديد من المدارس اللسانية في إطار بناء الكلام، وكيفية إتيانه على الشاكلة النهائية؛ وكان لا بد له أن يرث هذا الوصف والتحليل، فارتضته "لسانيات النص" ، اتجاهاً متداخل الإختصاصات، موضوعه الشرعي والوحيد هو "النص".وعليه تسعى لسانيات...
لماّ كان النص عالماً تنتجه اللغة، فقد اهتمت به العديد من المدارس اللسانية في إطار بناء الكلام، وكيفية إتيانه على الشاكلة النهائية؛ وكان لا بد له أن يرث هذا الوصف والتحليل، فارتضته "لسانيات النص" ، اتجاهاً متداخل الإختصاصات، موضوعه الشرعي والوحيد هو "النص". وعليه تسعى لسانيات النص بموضوعاتها المختلفة إلى إقامة حوار مع البناء النصي؛ باعتبار النص وسيطاً يحيل إلى وعي / ذاكرة المنتج، من جهة، كما يكشف عن وعي قارئه وذاكرته، من جهة أخرى؛ وهو أمر يدفعنا إلى القول بأن النص في هذه العملية لا يتشكل إلا بعمليات الإرتداد والإحالة، وفق منطق النصية ومعاييرها وعلى اساس التماسك وآلياته؛ لأن النص في النهاية "مسرح إنتاج" يلتقي فيه منتج وقارىء على مساحات البنيات الكبرى والصغرى داخل علاقات دينامية متشابكة ومجسدة في لغة متعددة الأبعاد، تسكن فيها المفاهيم والثقافات وتتمظهر من خلالها خصائص كل قول وإحساس، وبها تتجلى جماليات الإبداع؛ لتتحكم بعملية فهم النص، وتأسيس نص جديد حوله، وهي عملية تعلنها لسانيات النص داخل ما أسمته "النصية" أو "النص الأنموذج".