يبدو الإنسان في علاقته بالزمن كائناً مولعاً بالبدايات، فهو موجه من داخله نحو النهاية. وذاك ما يدفعه إلى الإحتفاء بيوم ميلاده ويوم زواجه، كما يحتفي بانتصاراته وهزائمه وبما خلفه التاريخ من معالم يُقاس عليها نمو البشرية أو اندحارها.إنه يقوم بذلك كله رغبة في استعادة ما خفي عنه...
يبدو الإنسان في علاقته بالزمن كائناً مولعاً بالبدايات، فهو موجه من داخله نحو النهاية. وذاك ما يدفعه إلى الإحتفاء بيوم ميلاده ويوم زواجه، كما يحتفي بانتصاراته وهزائمه وبما خلفه التاريخ من معالم يُقاس عليها نمو البشرية أو اندحارها.
إنه يقوم بذلك كله رغبة في استعادة ما خفي عنه وما تجاهله أو ما شيعته صروف الدهر في غفلة منه. واستناداً إلى هذه الرغبة لن يكون النشاط السردي عنده سوى محاولة لرسم حدود عالم يتحرك على هامش الدفق الزمني المعتاد. لذلك لا يختلف البحث عن "البدايات" في مجال السرد التخييلي عن تلمس البدايات الأولى للكون إلا في الظاهر.
فبدايات السرد ليست سوى صورة مصغرة عن البدايات الكبرى في الوجود. ففي هذا وذاك محاولة للإنزياح عن خطاطات حياتية مسبقة مودعة في الثقافة واللغة والقلق الوجودي ذاته، أملاً في العودة إلى اصل أول يتطهر داخله الإنسان ويستعيد ذاته خالية من كل "شوائب" التمدن والتحضر.