عند هبوطي من الطريق المظلم، بهرني الضوء حت أنني اضطررت لأن أغمض عيني قليلاً . كانت الحديقة تبدو للوهلة الأولى مقفرة. والصمت، نظراً لأن الأمر يتعلق بمكان مفتوح، فيه ضيء من الغياب، أستطيع أن اقول من الفراغ، أو بالأحرى من الزمن دون تعريف. وشيئاً فشيئاً رحت أذعن لفكرة ألا أعبر...
عند هبوطي من الطريق المظلم، بهرني الضوء حت أنني اضطررت لأن أغمض عيني قليلاً . كانت الحديقة تبدو للوهلة الأولى مقفرة. والصمت، نظراً لأن الأمر يتعلق بمكان مفتوح، فيه ضيء من الغياب، أستطيع أن اقول من الفراغ، أو بالأحرى من الزمن دون تعريف. وشيئاً فشيئاً رحت أذعن لفكرة ألا أعبر بأحد، تماماً كما يحدث معي بتكرار متزايد.
لبثت دون حراك أمام منظر الحديقة الدائرية؛ كنت أريد أن أتأقلم أو أن أستمتع، لا أدري، بالتجربة المحتملة لإحدى تلك الحالات المتوقفة، المرتبطة بمناظر الرسم، الواضحة ظاهرياً في تكوينها، أو على الأقل المقنعة بفكرة اتساقها، لا يهم ما إذا كانت طبيعية أو مصنعة، تلك التي تبحث عن نقلها إلينا؛ كنت إذاً مشدوداً ولا أتحرك في جانب من المتاهة، حين حدث في لحظة ما شيء: على بعد بضعة أمتار من حيث كنت أتخذ ظل شكلاً لم يلفت انتباهي حتى تلك اللحظة، كائن ما أو شيء ما كان يختبىء في واحد من الطرق المركزية، لم أتمكن من تمييزه بسبب السطوع الذي كان يبهرني.
لكنه أيضاً لم يكن مرئياً كثيراً نظراً لانخفاض المقاعد، التي كان هذا الشيء يستند إلى أحدها، كانت المقاعد من الإنخفاض إلى حدّ أن شجيرات السياح القزمة كانت تخفيها.
فكرت في البداية أنه قد يكون كتلة، أو بدقة أكبر صرّة ثياب منسية، أو حيواناً غير معهود نائماً بلباس بشري، أو كل ذلك معاً، لكنني سرعان ما لاحظت حركة جديدة، ونهضت الهيئة على الفور وابتعدت ماشية دون أن تكتشف وجودي. طبعاً وإن لم يكن باستطاعتي أن أتأكد من ذلك.