لا أريد أن أتذكر حياتي مع ثلاثمائة ألف، بل ربما ثمانمائة أو تسعمائة الف ميت، يحيطون بي، يلعبون ويجارون فوق راسي، ولم يأخذوني معهم .كل ما أذكره هو أنني أعيش، والعيش مهما يكن، يبقى الأفضل، فمع الحياة يزول كل حزن وألم، ويلتئم كل جرع، ويعالج كل نشقاء وينسى.الموت في الحرب أمر عادي...
لا أريد أن أتذكر حياتي مع ثلاثمائة ألف، بل ربما ثمانمائة أو تسعمائة الف ميت، يحيطون بي، يلعبون ويجارون فوق راسي، ولم يأخذوني معهم . كل ما أذكره هو أنني أعيش، والعيش مهما يكن، يبقى الأفضل، فمع الحياة يزول كل حزن وألم، ويلتئم كل جرع، ويعالج كل نشقاء وينسى. الموت في الحرب أمر عادي جداً، مثله كمثل العيش تماما عادي، بل هوضروري، أو على الأصح، لا مفر منه. والموت ليس مرعبا في ساحة الحرب، وليس ذلك لأن الإنسان جريء بطبعه، جسور، إلخ . . . بل لعدم توفر الوقت للخوف. يبقى المقاتلون في الحرب أحياء مصادفة. الموت ليس مصادفة، بل الحياة في المصادفة.