كلّ النصوص تمنحنا طريقاً، إلا (الأشتافاكراغيتا) إذ هي الكتاب بلا طريق، إنها (إتجاه) وحسب، وبالإصغاء إليها يتيقظ المرء، فتختفي الأفكار كلّها ويختفي العالم.الأشتافاكرا غيتا (والتي تدعى أيضاً بالأشتافاكراسامهيتا) هي رسالة فريدة في الفلسفة اللاثنويّة (الأدفيتا).هذه الفلسفة...
كلّ النصوص تمنحنا طريقاً، إلا (الأشتافاكراغيتا) إذ هي الكتاب بلا طريق، إنها (إتجاه) وحسب، وبالإصغاء إليها يتيقظ المرء، فتختفي الأفكار كلّها ويختفي العالم. الأشتافاكرا غيتا (والتي تدعى أيضاً بالأشتافاكراسامهيتا) هي رسالة فريدة في الفلسفة اللاثنويّة (الأدفيتا). هذه الفلسفة التي تضمن نقل المريد فوراً وعبر طريق مباشر، من الزمن إلى الأبديّة، من النسبيّ إلى المطلق، ومن القيد والعبوديّة إلى التحرّر والإنعتاق، ليس فيها من شروط مسبقة للتحرّر، لا طقوس، لا ضبط للنفس، ولا للأفكار، لا ذكر ولا ترتيل للرموز المقدّسة، ولا حتى نأمّل أو تركيز، إنها قفزة كموميّة لا جهد فيها نحو الهدف المطلق "الموكشا: الإنعتاق". أنت هنا، في لحظة، على برّ العالم الظواهريّ، وفي اللحظة التالية أنت على قمّة الأزليّ والغبطة، حيث ينحلّ كلّ من العالم ونفسك في اللاشيء، حيثما توقفت الــ "أنا" عن الوجود ثمة تحرّر وإنعتاق، وطالما ما تزال هذه الــ "أنا" موجودة فلن يكون هناك سوى القيود والعبوديّة. لا تضع الــ (اشتافاكراغيتا) على الباحثين عن الحقيقة أية شروط مسبقة ولا أيّة مؤهّلات مطلوبة، بتقبلهم على قاعدة "كما أنت حيث أنت". وفي تعاليمها ليس هناك من زرع لصفات معيّنة، كما ليس فيها إنكار لأيّة حالات موجودة؛ إنها "وجود" فحسب، وهي مناقضة لكلّ الأركان الراسخة للسادهانا (الطريق الروحي) التقليديّة.