يحقّ للتلميذ الغربيّ العادي التساؤل حول من أين يمكن للأخلاقيّات العادية أن تأتي إلى زمن، ففي النهاية، لكلّ دِينِ نظامه الأخلاقي، وقد لخّصَ البوذا تعاليمه بهذه الكلمات: "توقّف عن فعل الشَّر... تعلّم فعل الخير... طهِّر قلبك... هذا هو طريق البوذات...".سيتساءل البعض حول حقيقة كمون...
يحقّ للتلميذ الغربيّ العادي التساؤل حول من أين يمكن للأخلاقيّات العادية أن تأتي إلى زمن، ففي النهاية، لكلّ دِينِ نظامه الأخلاقي، وقد لخّصَ البوذا تعاليمه بهذه الكلمات: "توقّف عن فعل الشَّر... تعلّم فعل الخير... طهِّر قلبك... هذا هو طريق البوذات...".
سيتساءل البعض حول حقيقة كمون خطر داهم في ممارسة زن لمبدأ قبول كلّ الأشياء - الجيّدة منها والسيّئة - إذ على أرضِ كهذه يمكن تبرير أي شكلِ من الأفعال.
لا شكّ أبداً أنّ ما سبق يُمثِّل صعوبةً كان على معلمي زن أخذها بالحسبان، إذ يمكن للتلاميذ غير الناضجين إتّخاذ شمولية زن كعذرٍ لكل فجورٍ واضح، وهذا السبب هو الذي اشترطَ على أعضاء جماعات زن الإلتزام بنظامِ صارم.
وحلّ هذه المشكلة يكمن في أن لا يأخذ أي شخصِ طريق زمن قبل أن يكون قد كيّفَ نفسه وفق نظام أخلاقيِّ شامل.
إنّ الفترة الطويلة التي عاشتها الحضارة الصينيّة مقارنةً باليونانية، ناتجة عن إصرار كلِ من البوذيّة والكونفوشيّة على الإنضباط الذاتي الصارم، لذلك أصرِّ معلّمو زن دوماً على التدريب الشديد كتمهيد لممارسة زن.
ويُشار إلى هذا التدريب بشكلٍ فاتن بــ "النضوج الطويل للرحم المقدَّس"، ولا يُحصى عدد القصص التي تحكي عن النظام الذي فرضه المعلّمون عن أنفسهم في المراحل الأولى من تطوّرهم، وكيف حقّقوا التحكّم التّام بأفكارهم وإنفعالاتهم، وكيف قوّوا صلابتهم في مواجهة الصقيع والثلج في أديرة منهارة "لا سقوف لها، وتتلألأ النجوم فيها في الليل".