يتبوأ العلم مكانة هامة في الإنتاج الثقافي للبشر، وينتجه علماء، هم أبناء زمان ومكان محددين، وبالتالي فهم محكومون ببيئة سياسية واجتماعية وأيديولوجية، تؤثر بعملية الإنتاج هذه وتتأثر بها، الأمر الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى صراع العلم مع هذه البيئة بأوجهها الثلاثة وما تمثله...
يتبوأ العلم مكانة هامة في الإنتاج الثقافي للبشر، وينتجه علماء، هم أبناء زمان ومكان محددين، وبالتالي فهم محكومون ببيئة سياسية واجتماعية وأيديولوجية، تؤثر بعملية الإنتاج هذه وتتأثر بها، الأمر الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى صراع العلم مع هذه البيئة بأوجهها الثلاثة وما تمثله من سلطات. ولم تكن قضية "غاليله" أول الأمثلة لهذا الصراع، ولن تكون حالة "لايسنكو" آخرها. يتناول هذا الكتاب بعض الأمثلة لهذا الصراع في تاريخ البيولوجيا، فيقدم نموذجين للخلفية السياسية هما: حالة "لايسنكو" في عهد ستالين، ثم نشوء "البيولوجيا الجزيئية" واكتشاف بنية جزئية الـ دنا، حيث يظهر دور العلماء الذين هاجروا من أوروبا الشرقية هرباً من النازية. وتظهر الخلفية الإجتماعية في "اليوجينيا" أو تحسين النسل، وهي الفكرة التي انتشرت بعد ظهور نظرية داروين في التطور. وأخيراً تظهر الخلفية الدينية في الهجوم الذي تتعرض له الداروينية من قبل أنصار "نظرية الخلق" التي تعتمد سفر التكوين في تفسير نشوء الحياة وظهور الإنسان، وهي نظرية ناشطة في أمريكا، كما أنها بدأت تنشط في الشرق على يد التركي "هارون يحي". في هذا الكتاب أنت أمام كنز من المعرفة العلمية والفكر الحديث.